للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- يروى- ان أول من قال سبحان الله جبريل عليه السلام وذلك انه لما خلقه الله وقع نظره على العرش وعظمته فقال سبحان الله فمن قالها نال ثواب جبريل. وأول من قال الحمد لله آدم الصفي عليه الصلاة والسلام حين نفخ فيه الروح فمن قالها نال نصيبا من فضل آدم. وأول من قال لا اله الا الله نوح النجى عليه السلام حين مشاهدة الطوفان وشدة البلاء فمن قالها أخذ حظا وافرا من ثواب نوح. وأول من قال الله اكبر ابراهيم الخليل عليه السلام حين شاهد فداء إسماعيل وهو الكبش فمن قالها نال فيضا من فيض ابراهيم اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين آمين يا رب العالمين وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى اى عن مخالطتهم لان السؤال عن الشيء ينصرف الى ما هو معظم المقصود منه وهو هاهنا المخالطة والكفالة وذلك بعد نزول قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً فتركوا مخالطتهم ومؤاكلتهم حتى لو كان عند رجل يتيم يجعل له بيتا على حدة وطعاما على حدة وعزلوا اموال اليتامى عن أموالهم وكان يصنع لليتيم طعام فيفضل منه شىء فيتركونه ولا يأكلونه حتى يفسد فاشتد ذلك عليهم فقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله مالكلنا منازل يسكنها اليتامى ولا كلنا نجد طعاما وشرابا نفردهما لليتيم فنزلت هذه الآية قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ اى مداخلتهم على وجه الإصلاح لهم ولاموالهم خَيْرٌ من مجانبتهم وترك الخلطة والنظر عليهم. وإصلاح مصدر حذف فاعله تقديره وإصلاحكم لهم خير للجانبين اى جانبى المصلح والمصلح له اما الاول فلما فيه من الثواب واما الثاني فلما فيه من توفر اموال اليتامى والتزايد وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ وتعاشروهم على وجه ينفعهم فَإِخْوانُكُمْ اى فهم إخوانكم في الدين الذي هو أقوى من العلاقة النسبية ومن حق الأخ ان يخالط الأخ بالإصلاح والنفع قال ابن عباس رضي الله عنهما المخالطة ان تأكل من تمره ولبنه وقصعته وهو يأكل من تمرك ولبنك وقصعتك وهذا إذا أصاب من مال اليتيم بقدر عمله له او دونه فلا يزيد على اجر مثله وقد قال تعالى وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ وقد تكون المخالطة بخلط المال وتناول الكل منه وهو منهى شرعا قال ابو عبيد هذه الآية عندى اصل لما يفعله الرفقاء في الاسفار فانهم يتخارجون النفقات بينهم بالسوية وقد يتفاوتون في قلة المطعم وكثرته وليس كل من قل مطعمه تطيب نفسه بالتفضل على رفيقه فلما كان هذا في اموال اليتامى واسعا كان في غيرهم أوسع ولولا ذلك لخفت ان يضيق فيه الأمر على الناس وقد حملت المخالطة على المصاهرة وهو ان يكون ابنا فيزوجه ابنته او تكون بنتا فيزوجها ابنه فتتأكد الالفة ويخلطه بنفسه وبعشيرته إيناسا لوحشته وازالة لوحدته وهو مروى عن الحسن وَاللَّهُ يَعْلَمُ بمعنى المعرفة المتعدية الى واحد الْمُفْسِدَ لمال اليتيم مِنَ الْمُصْلِحِ لماله اى لا يخفى على الله من داخلهم بإفساد وإصلاح فيجازيه على حسب مداخلته فاحذروه ولا تتحروا غير الإصلاح وفي تقديم المفسد مزيد تهديد ومن لتضمين العلم معنى التمييز اى يعلم من يفسد في أمورهم عند المخالطة مميزا له ممن يصلح فيها وَلَوْ شاءَ اللَّهُ اعناتكم وهو الحمل على مكروه ولا يطيقه لَأَعْنَتَكُمْ لحملكم على العنت وهو المشقة فلم يطلق لكم مداخلتهم يقال عنت فلان إذا وقع في امر يخاف منه التلف إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غالب يقدر على الاعنات

<<  <  ج: ص:  >  >>