مخصوص فرزق الروحانيين المشاهدة ورزق الربانيين المكاشفة ورزق الصادقين المعرفة ورزق العارفين التوحيد ورزق الأرواح الروح ورزق الأشباح الاكل والشرب وهذه الأقوات تظهر لهم من الحق فى هذه الأرض التي خلقت معبدا للمطيعين ومرقدا للغافلين
جلوه تقدير در زندان كل دارد مراد ... ور نه بالاتر بود از نه فلك جولان من
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ من ايام الآخرة او من ايام الدنيا كما سبق وهو متعلق بحصول الأمور المذكورة لا بتقديرها اى قدر حصولها فى يومين يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء على ما سيأتى وانما قيل فى اربعة ايام اى تتمة اربعة ايام بالفذلكة ومجموع العدد لانه باليومين السابقين يكون اربعة ايام كأنه قيل نصب الراسيات وتقدير الأقوات وتكثير الخيرات فى يومين آخرين بعد خلق الأرض فى يومين وانما لم يحمل الكلام على ظاهره بان يجعل خلق الأرض فى يومين وما فيها فى اربعة ايام لانه قد ثبت ان خلق السموات فى يومين فيلزم ان يكون خلق المجموع فى ثمانية ايام وليس كذلك فانه فى ستة ايام على ما تكرر ذكره فى القرآن وذكر فى البرهان انما لم يذكر اليومين على الانفراد لدقيقة لا يهتدى إليها كل أحد وهى ان قوله (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) صلة الذي (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) عطف على تكفرون (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) عطف على قوله (خَلَقَ الْأَرْضَ) وهذا ممتنع فى الاعراب لا يجوز فى الكلام وهو فى الشعر من أقبح الضرورات لا يجوز ان يقول جاءنى الذي يكتب وجلس ويقرأ لانه لا يحال بين صلة الموصول وما يعطف عليه بأجنبي من الصلة فاذا امتنع هذا لم يكن بد من إضمار فعل يصح الكلام به ومعه فتضمن خلق الأرض بعد قوله ذلك رب العالمين خلق الأرض وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى اربعة ايام
ليقع هذا كله فى اربعة ايام انتهى وقال غيره (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) عطف على خلق وحديث لزوم الفصل بجملتين خارجتين عن حيز الصلة مدفوع بان الاولى متحدة بقوله تعالى (لَتَكْفُرُونَ) فهو بمنزلة الاعادة له والثانية اعتراضية مقررة لمضمون الكلام بمنزلة التأكيد فالفصل بهما كلا فصل فالوجه فى الجميع دون الانفراد ما سبق سَواءً مصدر مؤكد لمضمر هو صفة لايام اى استوت تلك الأيام سواء اى استواء يعنى فى اربعة ايام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان لِلسَّائِلِينَ متعلق بمحذوف تقديره هذا الحصر فى الاربعة للسائلين عن مدة خلق الأرض وما فيها القائلين فى كم خلقت الأرض وما فيها فالسؤال استفتائى واللام للبيان او بقدّر قال فى بحر العلوم وهو الظاهر اى قدر فيها أقواتها لاجل السائلين اى الطالبين لها المحتاجين إليها من المقتاتين فان اهل الأرض كلهم طالبون للقوت محتاجون اليه فالسؤال استعطائى واللام للاجل قال ابن عباس رضى الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا رديفه يقول (خلق الله الأرواح قبل الأجسام بأربعة آلاف سنة وخلق الأرزاق قبل الأرواح باربعة آلاف سنة سواء لمن سأل ولمن لم يسأل وانا من الذين لم يسألوا الله الرزق ومن سأل فهو جهل) وهذا الخبر يشير الى ان اللام فى للسائلين متعلق بسواء واليه الاشارة فى تأويلات البقلى حيث قال لا يزيد الرزق بالسؤال ولا ينقص وفيه تأديب لمن لم يرض بقسمته