يخفيان عند ملاقاتهما خمسة عشر حرفا وكما أن فى العالم الكبير أرضا وجبالا ومعادن وبحارا وأنهارا وجداول وسواقى فجسد الإنسان كالارض وعظامه كالجبال التي هى أوتاد الأرض ومخه كالمعادن وجوفه كالبحار وامعاؤه كالانهار وعروقه كالجداول والسواقى وشحمه كالطين وشعره كالنبات ومنبت الشعر كالتربة الطيبة وأنسه كالعمران وظهره كالمفاوز ووحشته كالخراب وتنفسه كالرياح وكلامه كالرعد وأصواته كالصواعق وبكاؤه كالمطر وسروره كضوء النهار وحزنه كظلمة الليل ونومه كالموت ويقظته كالحياة وولادته كبدء سفره وايام صباه كالربيع وشبابه كالصيف كهولته كالخريف وشيخوخته كالشتاء وموته كانقضاء مدة سفره والسنون من عمره كالبلدان والشهور كالمنازل والا سابيع كالفراسخ وأيامه كالاميال وأنفاسه كالخطى فكلما تنفس نفسا كأنه يخطو خطوة الى اجله
هر دم از عمر ميرود نفسى ... چون نكه ميكنم نماند بسى
وله فى كل يوم اثنا عشر ألف نفس وفى كل ليلة كذلك فيوم القيمة ينظر فى كل نفس أخرجه فى غفلة عن ذكر الله فى اطول حسرة من مضى نفس من أنفاسه بالغفلة ثم الأرض سبع طباق ارض سوداء وغبراء وحمراء وصفرآء وبيضاء وزرقاء وخضرآء فنظائرها من الإنسان فى جسمه الجلد والشحم واللحم والعروق والعصب والقصب والعظام وهذه المرة السوداء بمنزلة الهواء لحرارته ورطوبته وهذا البلغم بمنزلة الماء لبرودته ولزوجته وكما أن المياه مختلفة فمنها الحلو والمالح والمنتن كذلك مياه بدن الإنسان هذا ماء العين ملح لأن العين شحمة ولولا ملوحة مائها لفسدت وهذا الريق عذب ولولا ذلك ما استعذب طعام ولا شراب وهذا الماء الذي فى صماخ الأذنين مر لأنهما عضوان مفتوحان لا انطباق لهما حتى أن نتن الماء يصد كل شىء عن اذنه ولو أن دودة دخلتهما لماتت لمرارة ذلك الماء ونتنه ولولا ذلك لوصل الديدان الى دماغه فافسده ثم فيه اخلاق جميع الحيوانات فهو كالملك من جهة المعرفة والصفاء وكالشيطان من جهة المكر والكدورة وكالاسد فى الجراءة والشجاعة وكالبهيمة فى الجهل وكالنمر فى الكبر وكالفهد والأسد فى الغضب وكالذئب فى الإفساد والاغارة وكالحمار فى الصبر وكذا كالحمار والعصفور فى الشهوة وكالثعلب فى الحيلة وكالفارة والنملة فى الحرص والجمع وكالكلب فى البخل وكذا فى الوفاة وكالخنزير فى الشره وكالحية فى الحقد وكالجمل فى الحلم وكذا فى الحقد وكالديك فى السخاوة وكالبوم فى الصناعة وكالهرة فى التواضع والتملق وكالغراب فى البكور وكالبازى والسلحفاة فى الهمة الى غير ذلك ويزيد على الجميع بالنظر ووجود التمييز والاستدلال بالشاهد على الغائب وانواع الحرف والصناعات فهذه كلها آيات الله تعالى فى أنفسنا فتبارك الله احسن الخالقين (قال الصائب)
عجبتر از تو ندارد جهان تماشا كاه ... چرا بچشم تعجب بخود نظر نكنى (وقال)
اى راز نه فلك ز وجودت عيان همه ... در دادن تو حاصل دريا وكان همه
پيش تو سر بخاك مذلت نهاده اند ... با آن علوم ومرتبه روحانيان همه