او موجبه على ما تقرر من بطلان مقابلة القرآن بالإنكار واستهزاء ووجوب تلقيه بالايمان مع كمال الخضوع والخشوع اى وإذا كان الأمر كذلك فاسجدوا لله الذي أنزله واعبدوه ولا تعبدوا غيره من ملك او بشر فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع كالاصنام والكواكب قال في عين المعاني فاسجدوا اى في الصلاة والأصح انه على الانفراد وهى سجدة التلاوة انتهى وهذا محل سجود عند ابى حنيفة والشافعي واحمد وهو قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه لانه صح عن رسول الله عليه السلام انه سجد بالنجم يعنى بعد تلاوته هذه السورة على قريش سجد وسجد معه المؤمن والمشرك والانس والجن كما سبق وليس يراها مالك لما روى عن زيد بن ثابت رضى الله عنه انه قرأ على النبي عليه السلام والنجم فلم يسجد فيها (قال الكاشفى) اين سجده دوازدهم است از سجدات قرآنى در فتوحات اين را سجده عبادت كفتند كه امر آلهى بذلت ومسكنت مقترنست بوى وجز سالكان طريقت عبادت وعبوديت بسر منزل سر اين سخن نرسيده اند وفي التأويلات البقلى اى إذا قرب ايام الوصال فاشتاقوا وسارعوا في بذل الوجود ووضع الخدود
على التراب واعبدوا رب الأرباب لوجود كشف النقاب قال شيخى وسندى روح الله روحه في كتاب البرقيات له يعنى اسجدوا لله واعبدوا الله بالله لا بالنفس إذا سجدتم وعبدتم له بسجدة القالب بالانقياد وعبادته بالإذعان فى مرتبة الشريعة وبسجدة القلب بالفناء وعبادته بالاستهلاك في مرتبة الحقيقة حتى تكون سجدتكم وعبادتكم محض قربة الى الله في المرتبة الاولى وصرف وصلة الى الله في المرتبة الثانية وتكونوا من المقربين اولا ومن الواصلين ثانيا هذا شأن عباد الله الموحدين المخلصين الفانين في الله الباقين بالله واما طاعة من عداهم فبأنفسهم وهواهم لعدم تخلصهم من الشوائب النفسانية في مقام الشريعة ومن الشوائب الغيرية في مقام الحقيقة واعلم ان سجدة القالب وعبادته منقطعة لانقطاع سببها ومحلها وموطنها لانها حادثة فانية زائلة واما سجدة القلب وعبادته وهى فناؤه في الله ازلا وابدا بحسب نفسه وان كان باقيا بالله بحسب تحلية الوجود فغير منقطعة بل هى دائمة لدوام سببها وباقية لبقاء محلها وموطنها ازلا وابدا والمقصود من وضع السجدة والعبادة القالبية هو الوصول الى شهود السجدة والعبادة القلبية ولذا حبب الى النبي عليه السلام ثلاث الطيب والنساء والصلاة اما الاول فلأنه يوجد في نفسه ذوق الانس والمحاضرة واما الثاني فلأنه يوجد فيه ذوق القربة والوصلة واما الثالث فلأنه يوجد فيه ذوق المكاشفة والمشاهدة وهذه الأذواق انما يتحقق بها من الانس من هو الإنسان الحقيقي المتحقق بسر الحضرة الاحدية والمتنور بنور الحضرة الواحدية وهو المنتفع بانسانيته انتفاعا تاما واما الإنسان الحيواني فلاحظ له من ذلك التحقق ولا نصيب له من هذا الانتفاع بل حظه ونصيبه انما هو الشهوات الطبيعية والإنسان الاول فى أعلى عليين والثاني في أسفل السافلين وبينهما بون بعيد كما بين الأوج والحضيض وبكمال علو الاول قد يستغنى عن الاكل والشرب كالملائكة بالاذواق الروحانية والتجليات الربانية وذلك مدة كثيرة كما وقع لبعضهم ولتمام تسفل الثاني يأكل كما تأكل الانعام فلا