للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يستمعوا ولم يتحركوا كأن على رؤسهم الطير ولعل ذلك من قبيل سائر الهفوات التي تضمنت المصالح والحكم الجليلة ولو لم يكن الا كونه سببا لنزول هذه الآية التي هى خير من الدنيا وما فيها لكفى وفيها من الإرشاد الإلهي لعباده ما لا يخفى قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ من الثواب يعنى ثواب نماز واستماع خطبه ولزوم مجلس حضرت پيغمبر عليه السلام وما موصولة خاطبهم الله بواسطة النبي عليه السلام لان الخطاب مشوب بالعتاب خَيْرٌ بهتر است وسودمندتر مِنَ اللَّهْوِ از استماع لهو وَمِنَ التِّجارَةِ واز نفع تجارت فان نفع ذلك محقق مخلد بخلاف ما فيهما من النفع المتوهم فنفع اللهو ليس بمحقق ونفع التجارة ليس بمخلد وما ليس بمخلد فمن قبيل الظن الزائل ومنه يعلم وجه تقديم اللهو فان للاعدام تقدما على الملكات قال البقلى وفيه تأديب المريدين حيث اشتغلوا عن صحبة المشايخ بخلواتهم وعباداتهم لطلب الكرامات ولم يعلموا ان ما يجدون في خلواتهم بالاضافة الى ما يجدون في صحبة مشايخهم لهو قال سهل رحمه الله من شغله عن ربه شيء من الدنيا والآخرة فقد اخبر عن خسة طبعه ورذالة همته لان الله فتح له الطريق اليه واذن له فى مناجاته فاشتغل بما يفنى عما لم يزل ولا يزال وقال بعضهم ما عند الله للعباد والزهاد غدا خير مما نالوه من الدنيا نقدا وما عند الله للعارفين نقدا من واردات القلوب وبوادر الحقيقة خير مما في الدنيا والعقبى وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لانه موجد الأرزاق فاليه اسعوا ومنه اطلبوا الرزق (وقال الكاشفى) وخداى تعالى بهترين روزى دهند كانست يعنى آنانكه وسائط إيصال رزقند وقت باشد كه بخيلي كنند وشايد نيز مصلحت وقت ندانند نقلست كه يكى از خلفاى بغداد بهلول را گفت بيا تا روزى هر روز تو مقرر كنم تا وقت متعلق بدان نباشد بهلول جواب داد كه چنين ميكردم اگر چند عيب نبودى أول آنكه تو ندانى كه

مرا چهـ بايد دوم نشناسى كه مرا كى بايد سوم معلوم ندارى كه مرا چند بايد وحق تعالى كافل رزق منست اين همه ميداند واز روى حكمت بمن ميرساند وديكر شايد كه بر من غضب كنى وآن وظيفه از من بازگيرى وحق سبحانه وتعالى بگناه از من روزى باز نميدارد

خدايى كه او ساخت از نيست هست ... بعصيان در رزق بر كس نيست

ازو خواه روزى كه بخشنده اوست ... بر آرنده كار هر بنده اوست

وقيل لبعضهم من اين تأكل فقال من خزانة ملك لا يدخلها اللصوص ولا يأكلها السوس وقال حاتم الأصم قدس سره لامرأته انى أريد السفر فكم أضع لك من النفقة قالت بقدر ما تعلم انى اعيش بعد سفرك فقال وما ندرى كم نعيش قالت فكله الى من يعلم ذلك فلما سافر حاتم دخل النساء عليها يتوجعن لها من كونه سافر وتركها بلا نفقة فقالت انه كان أكالا ولم يكن رزاقا قال بعضهم قوله تعالى خير من اللهو وقوله خير الرازقين من قبيل الفرض والتقدير إذ لا خيرية فى اللهو ولا رازق غير الله فكان المعنى ان وجد في اللهو خير فما عند الله أشد خيرية منه وان وجد رازقون غير الله فالله خيرهم وأقواهم قوة أولاهم عطية والرزق هو المنتفع به مباحا كان او محظورا وفي التأويلات النجمية والله خير الرازقين لاحاطته على رزق النفس وهو الطاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>