وان غاب عنها نصحته فى نفسها وما له فاذا كانت المرأة على هذه الأوصاف فهى ميمونة مباركة والا فهى مشئومة منحوسة.
كرا خانه آباد وهمخوابه دوست ... خدا را برحمت نظر سوى اوست
وَإِنْ تَعْفُوا عن ذنوبهم القابلة للعفو بأن تكون متعلقة بامور الدنيا او بامور الدين لكن مقارنة للتوبة وَتَصْفَحُوا يترك التثريب والتعبير يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه والتثريب عليه وَتَغْفِرُوا بإخفائها وتمهيد عذرها فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يعاملكم بمثل ما عملتم ويتفضل عليكم وهذا كقوله وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا نزلت فى عوف بن مالك الأشجعي رضى الله عنه كان ذا اهل وولد وكان إذا أرادا العز وبكوه ورققوه وقالوا الى من تدعنا فيرق ويقيم.
وقيل ان ناسا من المؤمنين أرادوا الهجرة من مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم فزينوا لهم القعود قيل قالوا لهم اين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم فغضبوا عليهم وقالوا لئن جمعنا الله فى دار الهجرة لم نصبكم بخير فلما هاجروا منعوهم الخير فحثوا على أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة قال القاشاني وان تعفوا بالمداراة وتصفحوا عن جرائمهم بالحلم وتغفروا جناياتهم بالرحمة فلا ذنب ولا حرج انما الذنب فى الاحتجاب بهم وافراط المحبة وشدة التعلق لا فى مراعاة العدالة والفضيلة ومعاشرتهم بحسن الخلق فانه مندوب بل اتصاف بصفات الله فان الله غفور رحيم فعليكم بالتخلق بأخلاقه وفى الحث على العفو والصفح اشارة الى أن ليس المراد من الأمر بالحذر تركهم بالكلية والاعراض عن معاشرتهم ومصاحبتهم كيف والنساء من أعظم نعم الجنة وبها نظام العالم فانه لولا الأزواج لما وجد الأنبياء والأولياء والعلماء والصلحاء وقد خلق المخلوقات لاجلهم ومن الله على عباده تذكير النعمة حيث قال خلق لكم من أنفسكم أزواجا وهذا كما روى عنه عليه السلام انه كان يقول اتقوا الدنيا والنساء فان الأمر بالاتقاء انما هو للتحذير عما يضر فى معاشرتها لا للترك بالكلية فكما ان الدنيا لا تترك بالكلية مادام المرء حيا وانما يحذر من التعلق بها ومحبتها الشاغلة عن محبة الله تعالى فكذا النساء ولأمر ما حبب الله اليه عليه السلام النساء وقال عليه السلام إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له كما سبق بيانه فى سورة النجم فقد حث عليه السلام على وجود الولد الصالح ولم يعده من الدنيا بل عده من الخير الباقي فى الدنيا وبه يحصل العمر الثاني وفى الآية اشارة الى أن النفوس الامارة او اللوامة وأولادها وهى صفات تلك النفوس وأخلاقها الشهوانية عدو للانسان يمنعه عن الهجرة الى مدينة القلب فلا بد من الحذر عن متابعتها ومخالطتها بالكلية وتصرفاتها فى جميع الأحوال وأن تعفوا عن هفواتهم الباطلة الواقعة منهم فى بعض الأوقات لكونهم مطية