يقول الفقير تحقيق هذا المقام يستدعى تمهيد مقدمة وهى انه استوى الأمر الإرادي الايجادى على العرش كما استوى الأمر التكليفي الارشادى على الشرع الذي هو مقلوب العرش والتجليات الايجادية الامرية المتنزلة بين السموات السبع والأرضين السبع موقوفة على استواء امر تمام حصول الأركان الاربعة على العرش وتلك الأمور الاربعة هى الحركة المعنوية الاسمائية والحركة النورية الروحانية والحركة الطبيعية المثالية والحركة الصورية الحسية وهى حركة العرش فالعرش مستوى امره الايجادى لا مستوى نفسه تعالى عن ذلك ومنه يتنزل الأمر الإلهي بينهن وهى التجليات الالهية الدنيوية والبرزخية والحشرية والنيرانية والجنانية وكلها تجليات وجودية أشير إليها بقوله تعالى كل يوم هو فى شأن وبقوله يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها واما التجليات الشهودية فما كانت وتكون فى الدنيا والآخرة لقلوب اهل الكمال وأرواحهم وأسرارهم من الأنبياء العظام والأولياء الكرام فمعنى الآية يتنزل امر الله بالإيجاد والتكوين وترتيب النظام والتكميل بين كل سماء وارض من جانب العرش العظيم ابدا دائما لان الله تعالى لم يزل ولا يزال خالقا فى الدنيا والآخرة فيفنى ويعدم عوالم ويوجد ويظهر عوالم اخرى لا نهاية لشؤونه فهو كل يوم وآن فى امر وشأن بحسب مقتضيات استعدادات اهل العصر وموجبات قابليات اصحاب الزمان لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ متعلق بخلق او يتنزل او بما يعمهما اى فعل ذلك لتعملوا ان من قدر على ما ذكر قادر على كل شىء ومنه البعث الحساب والجزاء فتطيعوا امره وتقبلوا حكمه وتستعدوا لكسب السعادة والخلاص من الشقاوة واللام لام المصلحة والحكمة لان فعله تعالى خال عن البعث (روى) عن الامام الأعظم انه قال ان هذه الآية من أخوف الآيات فى القرآن لا لام الغرض فانه تعالى منزه عن الغرض إذ هو لمن له الاحتياج والله غنى عن العالمين وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً كما أحاط به قدرة لاستحالة صدور الأفاعيل المذكورة ممن ليس كذلك والإحاطة العلم البالغ وبالفارسية وبدرستى كه فرا رسيده است بهمه چيز از روى علم يعنى علم وقدرت او محيط است بهمه اشيا از موجودات علمى وعينى هيچ چيز از دائره علم وقدرت او خارج نيست
رمزيست ز سر قدرتش كن فيكون ... با دانش او يكيست بيرون ودرون
در غيب وشهادة ذره نتوان يافت ... از دائره قدرت وعلمش بيرون
ويجوز أن يكون العامل فى اللام بيان ما ذكر من الخلق وتنزل الأمر اى اوحى ذلك وبينه لتعلموا بما ذكر من الأمور التي تشاهدونها والتي تتلقونها من الوحى من عجائب المصنوعات انه لا يخرج عن علمه وقدرته شىء ما أصلا قوله علما نصب على التمييز اى أحاط علمه بكل شىء كما فى عين المعاني أو على المصدر المؤكد لان المعنى وان الله قد علم كل شىء علما كما فى فتح الرحمن قال البقلى قدس سره لو كان للانسان قدرة المعرفة كالارواح لم يخاطبه بالعلل والاستدلال ليعلم برؤية الأشياء وجود الحق وكان كالارواح فى الخطاب بلا علة فى تعريف نفسه إياها يقول ألست بربكم إذ هناك خطاب وشهود وتعريف بغير علة فلما علم عجزه وهو فى عالم