يعنى اقرأ الآي العشر فى سورة المؤمنين فذلك خلقه وفيه تنبه للسعامعين على عظام أخلاقه من الايمان الذي هو اصل الأخلاق القلبية والصلاة التي هى عماد الأخلاق البدنية والزكاة التي هى رأس الأخلاق المالية الى آخر ما فى الآيات وفى سلسلة الذهب للمولى الجامى رحمه الله
بود هم بحر مكرمت هم كان ... كوهرش كان خلقه القرآن
وصف خلق كسى كه قرآنست ... خلق را نعت او چهـ امكانست
وفى التأويلات النجمية كان حلقه القرآن بل كان هو القرآن كما قال العارف بالحقائق
انا القرآن والسبع المثاني ... وروح الروح لا روح الأوانى
محمد بن حكيم الترمذي قدس سره فرموده كه هيچ خلقى بزركتر از خلق حضرت محمد عليه السلام نبوده چهـ ز ميشت خود دست باز داشت وخود را كلى با حق كذاشت وامام قشيرى قدس سره كفته كه از بلا منحرف شد ونه از عطا منصرف كشت وكفته كه آن حضرت را هيچ مقصد ومقصودى جز خداى تعالى نبوده كما قال الجنيد قدس سره كان على خلق عظيم لجوده بالكونين
له همم لا منتهى لكبارها ... وهمته الصغر اجلى من الدهر
وقال الحسين النوري قدس سره كيف لا يكون خلقه عظيما وقد تجلى الله لسره بانوار أخلاقه.
يقول الفقير كان خلقه عظيما لانه مظهر العظيم فكان خلق العظيم عظيما فافهم جدا وفى تلقيح الأذهان لحضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر اوتى عليه السلام جوامع الكلم لانه مبعوث لتتميم مكارم الأخلاق كما قال عليه السلام ولذلك قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم وهو عين كونه صراط المستقيم قال صلى الله عليه وسلم ان لله ثلاثمائة وستين خلقا من لقيه بخلق منها مع التوحيد دخل الجنة قال ابو بكر رضى الله عنه هل فى منها يا رسول الله قال كلها فيك يا أبا بكر وأحبها الى الله السخاء انتهى ولذلك كان احسن اخلاق المرء فى معاملته مع الحق التسليم والرضى واحسن أخلاقه فى معاملته مع الخلق العفو والسخاء وانما قال مع التوحيد لانه قد توجد مكارم الأخلاق والايمان كما انه قد يوجد الايمان ولا اخلاق إذ لو كان الايمان يعطى بذاته مكارم الأخلاق لم يقل للمؤمن افعل كذا واترك كذا وللمكارم آثار ترجع على صاحبها فى اى دار كان كما ورد فى حق ابى طالب قال بعض الكبار من اراده ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يدركه من أمته فلينظر الى القرآن فانه لا فرق بين النظر فيه وبين النظر الى رسول الله فكأن القرآن انتشاء صورة جسدية يقال لها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب والقرآن كلام الله وهو صفته فكأن محمدا عليه السلام خلعت عليه صفه الحق من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال بعضهم من أراده ان يرى رسول الله فليعمل بسنته لا سيما فى مكان أميتت السنة فيه فان حياة رسول الله بعد موته هى حياة سنته ومن أحياها فكأنما احيى الناس جميعا لانه المجموع الأتم الأكمل صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم لم يبق بعد بعثة رسول الله سفساف اخلاق ابدا لانه صلى الله عليه وسلم أبان لنا عن مصارفها كلها