ايمانا عاما شاملا يعم الكتب والرسل فان الايمان بالبعض كلا ايمان وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ اى بشىء من ذلك لان الكفر ببعضه كفر بكله ألا ترى كيف قدم الأمر بالايمان بهم جميعا وزيادة الملائكة واليوم الآخر فى جانب الكفر لما انه بالكفر بأحدها لا يتحقق الايمان أصلا وجمع الكتب والرسل لما ان الكفر بكتاب او برسول كفر بالكل وتقديم الرسول فيما سبق لذكر الكتاب بعنوان كونه منزلا عليه وتقديم الملائكة والكتب على الرسل لانهم وسائط بين الله وبين الرسل فى إنزال الكتب فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً عن المقصد بحيث لا يكاد يعود الى طريقه. قالوا أول ما يجب على المرء معرفة مولاه اى يجب على كل انسان ان يسعى فى تحصيل معرفة الله تعالى بالدليل والبرهان فان ايمان المقلد وان كان صحيحا عند الامام
الأعظم لكن يكون آثما بترك النظر والاستدلال فاول الأمر هو الحجة والبرهان ثم المشاهدة والعيان ثم الفناء عن سوى الرحمان. فمرتبة العوام فى الايمان ما قال عليه السلام (ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت والجنة والنار والقدر خيره وشره) وهو ايمان غيبى: وفى المثنوى
بندگى در غيب آيد خوب وكش ... حفظ غيب آيد در استبعاد خوش
طاعت وايمان كنون محمود شد ... بعد مرگ اندر عيان مردود شد
ومرتبة الخواص فى الايمان هو ايمان عيانى وكان ذلك بان الله إذا تجلى لعبده بصفة من صفاته خضع له جميع اجزاء وجوده وآمن بالكلية عيانا بعد ما كان يؤمن قلبه بالغيب ونفسه تكفر بما آمن به قلبه إذا كانت النفس عن ننسم روائح الغيب بمعزل فلما تجلى الحق للجبل جعله دكا وخر موسى النفس صعقا فالنفس فى هذا المقام تكون بمنزلة موسى فلما أفاق قال تبت إليك وانا أول المؤمنين. ومرتبة الأخص فى الايمان هو ايمان عيانى وذلك بعد رفع حجب الانانية بسطوات تجلى صفة الجلال فاذا أفناه عنه بصفة الجلال يبقيه به بصفة الجمال فلم يبق له الابن وبقي فى العين فيكون ايمانا عينيا كما كان حال النبي عليه السلام ليلة المعراج فلما بلغ قاب قوسين كان فى حيز اين فلما جذبته العناية من كينونته الى عينونة او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى آمن الرسول بما انزل اليه اى من صفات ربه فآمنت صفاته بصفاته تعالى وذاته بذاته فصار كل وجوده مؤمنا بالله ايمانا عينيا ذاته وصفاته فاخبر عنهم وقال والمؤمنون كل آمن بالله يعنى آمنوا يهوية وجودهم كذا فى التأويلات النجمية هذا هو الايمان الحقيقي رزقنا الله وإياكم إياه: وفى المثنوى
بود كبرى در زمان با يزيد ... گفت او را يك مسلمان سعيد
كه چهـ باشد گر تو اسلام آورى ... تا بيابى صد نجات وسرورى
گفت اين ايمان اگر هست اى مريد ... آنكه دارد شيخ عالم با يزيد
من ندارم طاقت آن تاب آن ... كان فزون آمد ز كوششهاى جان
گر چهـ در ايمان ودين ناموقنم ... ليك در ايمان او بس مومنم
مؤمن ايمان اويم در نهان ... گر چهـ مهرم هست محكم بر دهان
باز ايمان خود گر ايمان شماست ... نى بدان ميلستم ونى مشتهاست