او غير ذلك ولا تناقض بين هذا وبين قوله وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها لان الدحو البسط وعن الحسن خلق الله الأرض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهر اى الحجر ملئ الكف عليها دخان يلتزق بها ثم اصعد الدخان وخلق منه السموات وامسك الفهر في موضعه ثم بسط منه الأرض كذا في الكواشي وقال ابن عباس رضى الله عنهما أول ما خلق الله جوهرة طولها وعرضها مسيرة الف سنة في مسيرة عشرة آلاف سنة فنظر إليها بالهيبة فذابت واضطربت ثم ثار منها دخان فارتفع واجتمع زبد فقام فوق الماء فجعل الزبد أرضا والدخان سماء قالوا فالسماء من دخان خلقت وبريح ارتفعت وباشارة تفرقت وبلا عماد قامت وبنفخة تكسرت فَسَوَّاهُنَّ اى
اتمهن وقومهن وخلقهن ابتداء مصونات عن العوج والفطور لانه سواهن بعد ان لم يكن كذلك والضمير فيه مبهم فسر بقوله تعالى سَبْعَ سَماواتٍ فهو نصب على انه تمييز نحو ربه رجلا قال سلمان هي سبع اسم الاولى رقيع وهي من زمردة خضراء واسم الثانية أرفلون وهي من فضة بيضاء والثالثة قيدوم وهي من ياقوتة حمراء والرابعة ما عون وهي من درة بيضاء والخامسة دبقاء وهي من ذهب احمر والسادسة وفناء وهي من ياقوتة صفراء والسابعة عروباء وهي من نور يتلألأ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فيه تعليل كانه قال ولكونه عالما بكنه الأشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الأكمل والوجه الانفع واستدلال بان من كان فعله على هذا النسق العجيب والترتيب الأنيق كان علميا فان إتقان الافعال وأحكامها وتخصيصها بالوجه الأحسن الانفع لا يتصور إلا من عالم حكيم رحيم وازاحة لما يختلج في صدورهم من ان الأبدان بعد ما تفتتت وتكسرت وتبددت اجزاؤها واتصلت بما يشاكلها كيف يجمع اجزاء كل بدن مرة ثانية بحيث لا يشذ شىء منها ولا ينضم إليها ما لم يكن معها فيعاد منها كما كان وفي هذه الآية اشارة الى مراتب الروحانيات فالاول عالم الملكوت الارضية والقوى النفسانية والثاني عالم النفس والثالث عالم القلب والرابع عالم العقل والخامس عالم السر والسادس عالم الروح والسابع عالم الخفاء الذي هو السر الروحي والى هذا أشار امير المؤمنين على رضى الله عنه بقوله سلونى عن طرق السماء فانى اعلم بها من طرق الأرض وطرقها الأحوال والمقامات كالزهد والتقوى والتوكل والرضى وأمثالها واعلم ان المراتب اثنتا عشرة على عدد السموات والعروش الخمسة وكان الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره يقول للتوحيد اثنا عشر بابا فالجلوتية يقطعونها بالتوحيد لان سرهم في اليقين والخلوتية يقطعونها بالأسماء لان سرهم فى البرزخ وهم يقولون جنة الافعال وجنة الصفات وجنة الذات وذلك لان الجنات على ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما سبع فاذا كان اربع منها لاهل اليقين اعنى الجلوتية فالثلاث لاهل البرزخ اعنى الخلوتية وهي الافعال والصفات والذات وفي التأويلات النجمية كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ اما خطاب توحيد للمؤمنين اى أتكفرون بالله وبانبيائه لانكم كُنْتُمْ أَمْواتاً ذرات فى صلب آدم فَأَحْياكُمْ باخراجكم من صلته وأسمعكم لذيذ خطاب ألست بربكم وأذاقكم لذات الخطاب ووفقكم للجواب بالصواب حتى قلتم بلى رغبة لا رهبة ثُمَّ يُمِيتُكُمْ بالرجعة الى أصلاب آبائكم والى عالم الطبيعة الانسانية ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ببعثة الأنبياء وقبول دعوتهم