الى نفسه والولاية امور ثقيلة فلا يقدر الإنسان على رعاية حقوقها وإذا تعين أحد للقضاء او الامارة او نحو هما لزمه القبول لانها من فروض الكفاية فلا يجوز إهمالها ويوسف عليه السلام كان أصلح من يقوم بما ذكر من التدبير فى ذلك الوقت فاقتضت الحال تقلده وتطلبه إصلاحا للعالم وفى الآية دلالة ايضا على جواز التقلد من يد الكافر والسلطان الجائر إذا علم انه لا سبيل الى الحكم بامر الله ودفع الباطل واقامة الحق الا بالاستظهار به وتمكينه وقد كان السلف يتولون القضاء من جهة البغاة ويرونه- وحكى- الشيخ العلامة ابن الشحنة ان تيمور لنك ذكروا عنه كان يتعنت على العلماء فى الاسئلة ويجعل ذلك سببا لقتلهم وتعذيبهم مثل الحجاج فلما دخل حلب فتحها عنوة وقتل واسر كثيرا من المسلمين وصعد نواب المملكة وسائر الخواص الى القلعة وطلب علماءها وقضاتها فحضرنا اليه وأوقفنا ساعة بين يديه ثم أمرنا بالجلوس فقال لمقدم اهل العلم عنده وهو المولى عبد الجبار ابن العلامة نعمان الدين الحنفي قل لهم انى سائلهم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها ولم يفصحوا عن الجواب فلا تكونوا مثلهم ولا يجاوبنى الا أعلمكم وأفضلكم وليعرف ما يتكلم به فقال لى عبد الجبار سلطاننا يقول بالأمس قتل منا ومنكم فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم ففتح الله علىّ بجواب حسن بديع فقلت جاء أعرابي الى النبي عليه السلام فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فى سبيل الله ومن قتل منا ومنكم لاعلاء كلمة الله فهو الشهيد فقال تيمور لنك «خوب خوب» وقال عبد الجبار ما احسن ما قلت وانفتح باب المؤانسة فتكررت الاسئلة والاجوبة وكان آخر ما سأل عنه ما تقولون فى على ومعاوية ويزيد فقلت لا شك ان الحق كان مع على وليس معاوية من الخلفاء فقال قل علىّ على الحق ومعاوية ظالم ويزيد فاسق قلت قال صاحت الهداية يجوز تقليد القضاء من ولاة الجور فان كثيرا من الصحابة والتابعين تقلدوا القضاء من معاوية وكان الحق مع على فى توبته فسر لذلك واحسن إلينا والى من يتعلق بنا فى البلدة- وروى- ان الملك لما عين يوسف عليه السلام لامر الخزائن توفى قطفير فى تلك الليالى كما قال المولى الجامى
چويوسف را خدا داد اين بلندى ... بقدر اين بلندى ارجمندى
عزيز مصر را دولت زبون گشت ... لواى حشمت او سر نگون گشت
دلش طاقت نياورد اين خلل را ... بزودى شد هدف تير أجل را
زليخا روى در ديوار غم كرد ... ز بار هجر يوسف پشت خم كرد
نه از جاى عزيزش خانه آباد ... نه از اندوه يوسف خاطر آزاد
فلك كو دير مهر وتيز كين است ... درين حرمان سرا كار وى اينست
يكى را بركشد چون حور بافلاك ... يكى را افكند چون سايه بر خاك
خوش آن دانا بهر كارى وبارى ... كه از كارش بگيرد اعتباري
نه از اقبال او گردن فرازد ... نه از ادبار او جانش گدازد
- حكى- ان زليخا بعد ما توفى قطفير انقطعت عن كل شىء وسكنت فى خرابة من خرابات