(يا جبريل من هؤلاء) قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤسهم عن الصلاة المكتوبة اى المفروضة عليهم وكشف له عن حال من يترك الزكاة الواجبة عليه فاتى على قوم على
إقبالهم رقاع وعلى ادبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع وهو اليابس من الشوك والزقوم ثمر شجر مر له زفرة قيل انه لا يعرف شجره فى الدنيا وانما هو شجر فى النار وهى المذكورة فى قوله تعالى إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ويأكلون رضف جهنم اى حجارتها المحماة التي تكون بها فقال (من هؤلاء يا جبريل) قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم المفروضة عليهم وكشف له عن حال الزناة بضرب مثل فاتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج فى قدور ولحم نيئ ايضا فى قدور خبيث فجعلوا يأكلون من ذلك النيئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب فقال (ما هذا يا جبريل) قال هذا الرجل من أمتك يكون عنده المرأة الحلال الطيب فيأتى امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتى رجلا خبيثا فتبيت عنده حتى تصبح «وكشف له عن حال من يقطع الطريق بضرب مثال فاتى عليه السلام على خشبة لا يمر بها ثوب ولا شىء إلا خرقته فقال (ما هذه يا جبريل) قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه وتلا وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وفيه اشارة الى الزناة المعنوية وقطاع الطريق عن اهل الطلب وهم الدجاجلة والائمة المضلة فى صورة السادة القادة الاجلة فانهم يفسدون أرحام الاستعدادات والاعتقادات بما يلقون فيها من نطف خلاف الحق ويصرفون المقلدين عن طريق التحقيق ويقطعون عليهم خير الطريق فاولئك يحشرون مع الزناة والقطاع وكشف له عن حال من يأكل الربا اى حالته التي يكون عليها فى دار الجزاء فرأى رجلا يسبح فى النهر من دم يلقم الحجارة فقال (من هذا) فقال آكل الربا وكشف له عن حال من يعظ ولا يتعظ فاتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت فقال (من هؤلاء يا جبريل) فقال هؤلاء خطباء الفتنة خطباء أمتك يقولون ما لا تفعلون.
از من بكوى عالم تفسير كوى را ... كر در عمل نكوشى تو نادان مفسرى
بار درخت علم ندانم بجز عمل ... با علم اگر عمل نكنى شاخ بي برى
وكشف له عن حال المغتابين للناس فمر على قوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقال (من هؤلاء يا جبريل) فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى اعراضهم وكشف له عن حال من يتكلم بالفحش بضرب مثال فأتى على حجر يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد ان يرجع من حيث يخرج فلا يستطيع فقال (ما هذا يا جبريل) فقال هذا الرجل من أمتك يتكلم الكلمة العظيمة ثم يندم عليها أفلا يستطيع ان يردها وكشف له عن حال من احوال الجنة فأتى على واد فوجده طيبا باردا ريحه ريح المسك وسمع صوتا فقال (يا جبريل ما هذا) قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتنى ما وعدتني وكشف له عن حال من احوال النار فأنى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريحا خبيثة فقال (ما هذا يا جبريل) قال صوت جهنم تقول يا رب ائتنى ما وعدتني: وفى المثنوى