للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله (لولاك لما خلقت الافلاك) لكونها أعظم الأجسام ولهذا السر لم يقل فابوا ان يحملوها بواو العقلاء فان قلت ما ذكر من السموات وغيرها جمادات والجمادات لا ادراك لها فما معنى عرض الامانة عليها قلت للعلماء فيه قولان الاول انه محمول على الحقيقة وهو الأنسب بمذهب اهل السنة لانهم لا يؤولون أمثال هذا بل يحملونها على حقيقتها خلافا للمعتزلة وعلى تقدير الحقيقة فيه وجهان أحدهما أدق من الآخر الاول ان للجمادات حياة حقانية دل عليها كثير من الآيات نحو قوله (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)

وقوله (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) وقوله (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) وقوله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) وقوله (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر اكثر العقلاء بل كلهم يقولون ان الجمادات لا تعقل فوقفوا عند بصرهم والأمر عندنا ليس كذلك فاذا جاءهم عن نبى او ولى ان حجرا كلمه مثلا يقولون خلق الله فيه العلم والحياة فى ذلك الوقت والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة سار فى جميع العالم وقد ورد (ان كل شى سمع صوت المؤذن من رطب ويابس يشهد له) ولا يشهد الا من علم وقد أخذ الله بابصار الانس والجن عن ادراك حياة الجماد الا من شاء الله كنحن واضرابنا فانا لا نحتاج الى دليل فى ذلك لكون الحق تعالى قد كشف لنا عن حياتها وأسمعنا تسبيحها ونطقها وكذلك اندكاك الجبل لما وقع التجلي انما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة الله ولولا ما عنده من معرفة العظمة لما تدكدك انتهى ومثله ما روينا ان حضرة شيخنا وسندنا روح الله روحه ووالى فى البرزخ فتوحه دعا مرة من عنده للافطار فجلسنا له وبين يديه ماء وكعك مبلول وكان لا يأكل فى اواخر عمره الا الكعك المجرد فقال أثناء الإفطار ان لهذا الخبر روحا حقانيا فظاهره يرجع الى الجسد وروحه يرجع الى الروح فيتقوى به الجسم والروح جميعا: وفى المثنوى

علم وحكمت زايد از لقمه حلال ... عشق ورقت آيد از لقمه حلال «١»

ثم قال ولكل موجود روح اما حيوانى او حقانى فجسد الميت له روح حقانى غير روحه الحيواني الذي فارقه ألا ترى ان الله تعالى لو أنطقه لنطق فنطقه انما هو لروحه وقد جاء ان كل شىء يسبح بحمده حجرا او شجرا او غير ذلك وما هو الا لسريان الحياة فيه حقيقة ولذا سبح الجبال مع داود وحمل الريح سليمان عليه السلام وجذبت الأرض قارون وحن الجذع فى المسجد النبوي وسلم الحجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك مما لا لا يحصى: وفى المثنوى

چون شما سوى جمادى مى رويد ... محرم جان جمادان چون شويد «٢»

از جمادى عالم جانها رويد ... غلغل اجزاى عالم بشنويد

چون ندارد جان تو قنديلها ... بهر بينش كرده تأويلها

والوجه الثاني ان الله تعالى ركب العقل والفهم فى الجمادات المذكورة عند عرض الامانة


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان تعظيم كردن ساحران موسى را إلخ [.....]
(٢) در أوائل دفتر سوم در بيان حكايت ماركيرى كه اژدهاى افسرده را مرده پنداشت إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>