عمر بن عبد العزيز وكما ان فى هذه الليلة براءة للسعداء من الغضب فكذا فيها براءة للاشقياء من الرحمة نعوذ بالله تعالى ولهذه الليلة خصال الاولى تفريق كل امر حكيم كما سيأتى والثانية فضيلة العبادة فيها وفى الحديث من صلى فى هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله تعالى اليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان قال فى الاحياء يصلى فى الليلة الخامسة عشرة من شعبان مائة ركعة كل ركعتين بتسليمة يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة قل هو الله أحد عشر مرات وان شاء صلى عشر ركعات يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة قل هو الله أحد فهذه ايضا اى كصلاة رجب مروية عن النبي عليه السلام فى جملة الصلوات كان السلف يصلون هذه الصلاة فى هذه الليلة ويسمونها صلاة الخير ويجتمعون فيها وربما صلوها جماعة (روى) عن الحسن البصري انه قال حدثنى ثلاثون من اصحاب النبي عليه السلام ان من صلى هذه الصلاة فى هذه الليلة نظر الله اليه سبعين نظرة وقضى الله له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة انتهى كلام الاحياء قال الشيخ الشهير بافتاه قدس سره ان النبي عليه السلام لما تجلى له جميع الصفات فى ثمانية عشر ألف عالم وأكثر صلى تلك الصلاة بعد العشاء شكرا على النعمة المذكورة (وروى) مجاهد عن على رضى الله عنه انه عليه السلام قال يا على من صلى مائة ركعة فى ليلة النصف من شعبان فقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد عشر مرات قال عليه السلام يا على ما من عبد يصلى هذه الصلاة الا قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ويبعث الله سبعين ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات الى رأس السنة ويبعث الله فى جنات عدن سبعين ألف ملك وسبعمائة ألف يبنون له المدائن والقصور ويغرسون له من الأشجار مالا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب المخلوقين وان مات من ليلته قبل ان يحول الحول مات شهيدا ويعطيه الله بكل حرف من قل هو الله أحد فى ليلته تلك سبعين حوراء كما فى كشف الاسرار قال بعضهم أقل صلاة البراءة ركعتان وأوسطها مائة وأكثرها ألف يقول الفقير الألف الذي هو اشارة الى ألف اسم له تعالى تفضيل للمائة التي هى اشارة الى مائة اسم له منتخبة من الالف لان التسعة والتسعين باعتبار احديتها مائة وهى تفصيل للواحد الذي هو الاسم الأعظم ولما لم تشرع ركعة منفردة ضم إليها اخرى اشارة الى الذات والصفات والليل والنهار والجسد والروح والملك والملكوت ولهذا السر استحب ان يقرأ فى الركعتين المذكورتين اربعمائة آية من القرآن فان فرض القراءة آية واحدة ومشتحبها اربع آيات والمائة اربع مرات اربعمائة فالركعتان باعتبار القراءة المستحبة فى حكم المائة فاعرف جدا وفى الحديث من احيى الليالى الخمس وجبت له الحنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان والثالثة نزول الرحمة قال عليه السلام ان الله ينزل ليلة النصف من شعبان الى السماء الدنيا اى تنزل رحمته والمراد فى الحقيقة تنزل عظيم من تنزلات عالم الحقيقة مخصوص بتلك الليلة وايضا المراد تنزل
من أول الليلة اى وقت غروب الشمس الى آخرها اى الى طلوع الفجر أو طلوع الشمس