والنيرنجيات فكلها محال وضلال عند اولى الألباب كما اجرى سبحانه على يدى الأسود العبسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما علم كل ذى لب وفهم وحجى انهما كاذبان ضالان لعنهما الله تعالى وكذلك كل مدع لذلك الى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب ما جاء بها انتهى. ولما نزل قوله تعالى (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) استغرب الكفار كون باب النبوة مسدودا فضرب النبي عليه السلام لهذا مثلا ليتقرر فى نفوسهم وقال (ان مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بنيانا فاحسنه وأجمله الا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة فانا اللبنة وانا خاتم النبيين) قال فى بحر الكلام وصنف من الروافض قالوا بان الأرض لا تخلو عن النبي والنبوة صارت ميراثا لعلى وأولاده ويفرض على المسلمين طاعة على وكل من لا يرى اطاعته يكفر وقال اهل السنة والجماعة لا نبى بعد نبينا لقوله تعالى (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) وقوله عليه السلام (لا نبى بعدي) ومن قال بعد نبينا نبى يكفر لانه أنكر النص وكذلك لو شك فيه لان الحجة تبين الحق من الباطل. ومن ادعى النبوة بعد موت محمد لا يكون دعواه الا باطلا انتهى وتنبأ رجل فى زمن ابى حنيفة وقال أمهلوني حتى أجيء بالعلامات فقال ابو حنيفة من طلب منه علامة فقد كفر لقوله عليه السلام (لا نبى بعدي) كذا فى مناقب الامام وفى الفتوحات المكية وانما لم يعطف المصلى السلام الذي سلم به على نفسه بالواو على السلام الذي سلم به على نبيه اى لم يقل والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بعد قوله السلام عليك ايها النبي لانه لو عطفه عليه وقال والسلام علينا على نفسه من جهة النبوة وهو باب قد سده الله كما سد باب الرسالة عن كل مخلوق بمحمد الى يوم القيامة وتعين بهذا انه لا مناسبة بيننا وبين رسول الله فانه فى المرتبة التي لا تنبغى لنا فابتدأنا بالسلام علينا فى طورنا من غير عطف والمقام المحمدي ممنوع دخوله لنا وغاية معرفتنا بالنظر اليه كما تنظر الكواكب فى السماء وكما ينظر اهل الجنة السفلى الى من هو فى عليين. وقد وقع للشيخ ابى يزيد البسطامي فى مقام النبي قدر خرم ابرة تجليا لا دخولا فاحترق وفى الفصوص وشرحه للجامى لا نبى بعده مشرعا او مشرعا له والاول هو الآتي بالاحكام الشرعية من غير متابعة لنبى آخر قبله كموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام والثاني هو المتبع لما شرعه له النبي المقدم كانبياء بنى إسرائيل إذ كلهم كانوا داعين الى شريعة موسى فالنبوة والرسالة منقطعتان عن هذا الموطن بانقطاع الرسول الخاتم فلم يبق الا النبوة اللغوية التي هى الانباء عن الحق وأسمائه وصفاته واسرار الملكوت والجبروت وعجائب الغيب ويقال لها الولاية وهى الجهة التي تلى الحق كما ان النبوة هى الجهة التي تلى الحق فالولاية باقية دائمة الى قيام الساعة يقول الفقير كان له عليه السلام نوران نور النبوة ونور الولاية فلما انتقل من هذا الموطن بقي نور النبوة فى الشريعة المطهرة وهى باقية فكأن صاحب الشريعة حى بيننا لم يمت وانتقل نور الولاية الى باطن قطب الاقطاب يعنى ظهر فيه ظهورا تاما فكان له مرآة وهو واحد فى كل