للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهذا الذكر، فقالوا: خذوا من كلّ قبيلة سهما فارموه بجميع السهام، وإلّا حلنا بينكم وبينه.

فأجابوهم إلى ذلك، فبعث إليهم من كلّ قبيلة بسهم، ثمّ صيّروه هدفا وجعلوا يرمونه، وهم يقولون:

لله سهم ما نبا من عينب ... حتى توارى نصله في منشب

ويروى أنّ الحجّاج قدّم أسرى ليضرب أعناقهم، وفيهم عامر بن حطّان أخو عمران بن حطّان في جماعة من الخوارج، فأمر بقتلهم، وكان حنقاعلى عامر لبسالته. فلمّا انتهى القتل إليه قال للسيّاف: اقتل ابن الفاعلة! - مقذعا له.

فقال له عامر: يا حجّاج، بئس ما أدّبك به أهلك! أبعد الموت غاية أستبقيك لها؟ ما يؤمّنك لو رددت عليك أضعاف ما قلت؟

فاستحيى الحجّاج وقال: أفيك موضع للصنية؟

قال: أجل.

فأمر له بقرس مسرّج وسيف محلّى، وخلّى سبيله. فقال له الخوارج: لتعودنّ إلى محاربة عدوّ الله، فإنّ الله أطلقك بخير.

قال: هيهات! استرقّ عنقا معتقها، وارتهن يدا مطلقها! - ثمّ قال [الكامل]:

أأقاتل الحجّاج عن سلطانه ... بيد تقرّ بأنّها مولاته؟

إنّي إذن لأخو الدناءة والذي ... علّت على عرفانه جهلاته

ماذا أقول إذا وقفت إزاءه ... في الصفّ واحتجّت له فعلاته [٣٣٩ ب]

أأقول جرت عليّ إني فيكم ... لأحقّ من جارت عليه ولاته

٥ وحلفت ما ظنّي بحقّ إنّني ... فيكم لمدره مطرق وعلاته (١)

تالله لا كدت الأمير بآلة ... وجوارحي وسلاحها الآية

وتحدّث الأكفاء أنّ صنائعا ... غرست لديّ فحنظلت نخلاته

أبت الحزامة أن أبيت مصعّرا ... خدّي وخيل الحقّ منتعلاته

وقال الهيثم بن عديّ: دخل عبد الرحمن بن أبي بكرة على الحجّاج فقال: ما أذهب أسنانك؟

قال: أكل الحارّ، وشرب القارّ.

قال: فما طعامك؟

قال: أكتفي (٢) بلحوم صغار المعز.

قال: فما شرابك؟

قال: ما حلّ قليله وحرم كثيره.

قال: فما الذي بقّى طرّتك؟

قال: لم تأت عليّ ليلة إلّا تمرّخت فيها بالبنفسج من قرني إلى قدمي.

(قال): فما زال الحجّاج يتمرّخ حتّى مات.

١١٢٢ - حجر بن الحارث المذحجيّ [- بعد ٦٤] (٣)

حجر بن الحارث بن قيس المذحجيّ، ويقال:

حجر بن عمرو من بني الحارث بن [ ... ]، يكنّى أبا الورد.

حدّث عن أبي هريرة وعبد الله بن الزبير.

حدّث عنه الحارث بن يزيد ولهيعة بن عقبة.


(١) المطرق والعلاة من أدوات الحدّادين، والبيت غامض.
(٢) قراءة ظنّيّة.
(٣) الكندي ٤١، وهو عنده: حجر بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>