للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمّ سلمة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خاثر. ثمّ اضطجع فرقد ثمّ استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت منه في المرّة الأولى. ثمّ اضطجع واستيقظ، وفي يده تربة حمراء يقلّبها. فقلت: ما هذه التربة، يا رسول الله؟

فقال: أخبرني جبريل عليه السلام، أنّ ابني هذا-[وأشار] للحسين- يقتل بأرض العراق، فقلت:

يا جبريل، أرني تربة الأرض التي يقتل بها- فهذه تربتها (وتقدّم حديث أمّ الفضل).

وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: استأذن ملك المطران أن يأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأذن له. فقال لأمّ سلمة: احفظي علينا الباب لا يدخلنّ أحد. (قال) فجاء الحسين بن عليّ فوثب حتى دخل. فجعل يقع على منكب النبيّ صلّى الله عليه وسلم. فقال الملك: أتحبّه؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: نعم.

قال: فإنّ أمّتك تقتله. وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. (قال) فضرب بيده فإذا تراب أحمر. فأخذته أمّ سلمة فصرّته في طرف ثوبها.

فكنّا نسمع أنّ الحسين يقتل بكربلاء.

وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: كان لعائشة رضي الله عنها مشربة، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا أراد لقاء جبريل لقيه فيها. فرقيها مرّة وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد- وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة. فدخل حسين بن عليّ فرقي ولم تعلم حتى غشيهما. فقال جبريل: من هذا؟

قال: ابني- وأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجعله على فخذه.

قال جبريل عليه السلام: سيقتل، تقتله أمّتك.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أمّتي؟

قال: [٥٠٣ أ] نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها.

فأشار جبريل بيده إلى الطفّ بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إيّاها.

وروى الأعمش عن أبي وائل عن أمّ سلمة رضي الله عنها، أنّها قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بيتي. فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمّد، إنّ أمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك.

فبكى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وضمّه. ثمّ قال: وضعت عندك هذه التربة. فشمّها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال:

ريح كرب وبلاء (وقال: ) يا أمّ سلمة إذا تحوّلت هذه التربة دما فاعلمي أنّ ابني قد قتل.

فجعلتها أمّ سلمة في قارورة ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوما تحوّلين دما ليوم عظيم- وفي الباب عن جماعة من الصحابة (١).

وروي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال: ليقتلنّ الحسين قتلا وإنّي لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها.

ولمّا قتل الحسين عليه السلام، ظهرت آيات عديدة.

روى أبو نعيم: نا عبد الله بن حبيب، وروى علي بن مسهر عن جدّته قالت: كنت شابّة لمّا قتل الحسين.

فمكثت السماء سبعة أيّام بلياليها كأنّها علقة.

وروى عليّ بن مدرك عن جدّه الأسود بن قيس قال: احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستّة أشهر كأنّها الدم.

[تلوّن الكون بدم الحسين]

وقال عيسى بن الحارث الكنديّ: لمّا قتل الحسين مكثنا سبعة أيّام إذا صلّينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنّها الملاحف


(١) وفي الباب عن ... : لعلّ القصد هو: في باب التنبّؤ بقتل الحسين، فالروايات جاءت عن أمّ سلمة وغيرها. وانظر مختصر ابن عساكر ٧/ ١٣٤ - ١٣٥، فالرواية فيه أوضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>