للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلّ الفريقان من القتال وصار يحدّث بعضهم بعضا.

ومات المعزّ وهم على ذلك، وقام من بعده ابنه العزيز بالله نزار في ربيع الآخر سنة خمس وستّين وثلاثمائة. فبعث جوهرا القائد إلى الشام فانهزم القرامطة من طريقه وساروا إلى الأحساء.

ونزل جوهر على دمشق في ذي القعدة ومعه أبو محمود، وقاتل هفتكين إلى أن رحل عنها بغير طائل في جمادى الأولى سنة ستّ وستّين. فأدركه القرامطة وهفتكين فقاتلوه بالرملة حتى التجأ إلى عسقلان. وخرج العزيز من القاهرة ونزل الرملة وأخذ هفتكين وولّى دمشق حميدان بن حوّاس العقيليّ وكان قد غلب عليها قسّام (١) فصار حميدان من تحت يد قسّام ثمّ طرده وأخرجه من البلد، فولي أبو محمود بعد حميدان وصار إليها في نفر يسير، وبقي تحت يد قسّام من غير أن يكون له أمر ونهي.

فقدم أبو تغلب عبد الله بن حمدان إلى دمشق فمنعه قسّام منها وأقام على المزّة شهورا، وقد ثقل على قسّام مقامه فقاتله وأخذ عدّة من أصحابه، وكتب إلى العزيز بذلك. فأخرج الفضل بن صالح (٢) إلى الشام وقاتل أبا تغلب حتى قتل (٣) في صفر سنة تسع وستّين [وثلاثمائة].

ثمّ أنفذ العزيز إلى دمشق سليمان (٤) بن جعفر

ابن فلاح فمنعه قسّام وكتب إلى العزيز يسأله في دمشق فكتب إلى سليمان بن فلاح أن يرحل عن دمشق، فرحل. ورجع أبو محمود إلى دمشق بعد مسير أخيه سليمان في رسم وال من طبريّة ومعه نفر يسير فأقام تحت مذلّة قسّام، وقد طمع العرب في عمل دمشق حتى كانت مواشيهم تدخل الغوطة.

ومات أبو محمود على ذلك بدمشق في صفر سنة سبعين وثلاثمائة ولم يكن فيه تدبير ولا عنده ثبات، بل كان عديم السياسة قليل العقل (٥).

[٩٩ - أبو إسحاق السبكي [- بعد ٦٦٧]]

إبراهيم بن أبي الجيش، أبو إسحاق، السبكيّ، الشافعيّ.

ولي قضاء قوص في سادس عشر شهر رجب سنة سبع وستّين وستّمائة نيابة عن محيي الدين ابن عين الدولة، عوضا عن شمس الدين الأصفهانيّ.

١٠٠ - علم تربة عفّان [- ٥١٧]

إبراهيم بن حاتم بن عمر بن نجا بن بكر بن عديّ بن ثابت بن نعم الخلف بن عبد الله الداخل الأندلس، ابن كلثوم بن صلدر بن صبيح ابن ضبرة بن غانم بن محمّد- أو غالب- بن عبد


(١) في ولاية حميدان على دمشق مع قسّام الترّاب، انظر ابن القلانسيّ ٢١. وانظر ترجمة حميدان في هذا الكتاب (رقم ١٣١٠).
(٢) يسمّيه ابن القلانسي ٢٢: الفضل بن أبي الفضل، ويقول وهو غلام للوزير ابن كلّس.
(٣) قتله المفرّج بن دغفل بن الجرّاح الطائيّ «وكان الفتكين يميل إليه ويتمرّده» (ابن القلانسي ١٩).
(٤) في المخطوط: سلمان. والتصويب من ابن القلانسي ٢٣.
(٥) رواية المقريزي لحوادث دمشق تلازم رواية ابن القلانسي، إلا أنّها أكثر اختصارا، وأقلّ خللا في التعبير، بل إنّ المقريزي يتأنّق في أسلوبه ويسعى إلى التأثير كما فعل في وصف حريق دمشق.
وبالرغم من الحكم القاسي الذي حكم به على إبراهيم الكتامي، وكذلك فعل مع جيش بن الصمصامة، فإنّه لم يرجع العدواة بين الدمشقيّين والمغاربة إلى الصراع المذهبيّ كما فعل ابن القلانسيّ في كثير من تفاصيل كتابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>