للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المؤمنين وأشدّ ما أخذ الله على النبيّين والمرسلين وخلقه أجمعين من عهوده ومواثيقه والأيمان المؤكّدة [١١٣ ب] التي أمر الله بالوفاء بها ونهى عن نقضها وتبديلها.

فإن أنا نقضت شيئا ممّا شرطت لهارون أمير المؤمنين، ولعبد الله بن هارون، وسمّيت في كتابي هذا، أو حدّثت نفسي أن أنقض شيئا من ذلك، أو بدّلت، أو غدرت، أو قبلت من أحد من الناس، صغير أو كبير، أو برّ أو فاجر، ذكر أو أنثى، أو جماعة أو فرادى، فبرئت من الله ومن ولايته، ومن دينه، ومن محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولقيت الله يوم ألقاه كافرا به مشركا به، وكلّ امرأة هي لي اليوم أو أتزوّجها إلى ثلاثين سنة طالق البتّة (١) طلاق الحرج، وعليّ المشي إلى بيت الله الحرام ثلاثين حجّة نذرا واجبا في عنقي، حافيا راجلا، لا يقبل الله منّي إلّا الوفاء بذلك، وكلّ مال هو اليوم لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة هدي بالغ الكعبة البيت الحرام، وكلّ مملوك هو اليوم لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار لوجه الله، وما جعلتلأمير المؤمنين ولعبد الله بن هارون وكتبته وشرطته لهما، وحلفت عليه وسمّيت في كتابي هذا لازم لي على الوفاء به، لا أضمر غيره ولا أنوي إلّا إيّاه.

فإن أضمرت أو نويت غيره، فهذه العهود والمواثيق والأيمان لازمة لي واجبة عليّ، وقوّاد أمير المؤمنين وجنوده، وأهل الآفاق والأمصار، وعوامّ المسلمين برءاء من بيعتي وخلافتي وعهدي وولايتي، وهم في حلّ من خلعي وإخراجي من ولايتي عليهم حتّى أكون سوقة من السّوق، وكرجل من عرض المسلمين لا حقّ لي عليهم، ولا ولاية ولا بيعة لي في أعناقهم، وهم في حلّ

من الأيمان التي أعطوني وبرءاء من تبعتها ووزرها في الدنيا والآخرة.

[[التزام المأمون]]

ونسخة الشرط الذي كتبه المأمون بيده:

باسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب لعبد الله هارون أمير المؤمنين كتبه له عبد الله بن هارون أمير المؤمنين في صحّة من عقله وجواز من أمره وصدق نيّة فيما كتب في كتابه ومعرفة بما فيه من الفضل والصلاح له ولأهل بيته وجماعة المسلمين.

إنّ أمير المؤمنين هارون ولّاني العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين في سلطانه بعد أخي محمد ابن هارون أمير المؤمنين، وولّاني في حياته وبعده ثغور خراسان وكورها وجميع أعمالها من الصدقات والعشر والبريد والطّرز وغير ذلك. واشترط لي على محمد ابن أمير المؤمنين هارون الوفاء بما عقد لي من الخلافة والولاية للعباد والبلاد بعده [١١٤ أ] وولّاني خراسان وجميع أعمالها، ولا يعرض لي في شيء ممّا أقطعني أمير المؤمنين. أو ابتاع لي من الضياع والعقد والدور والرباع، أو ابتعت منه من ذلك، وما أعطاني أمير المؤمنين هارون من الأموال والجوهر والكسى والمتاع والدوابّ، في سبب محاسبة عمّالي، ولا يتّبع لأحد منهم أثرا ولا يوكّل عليّ ولا على من كان معي ومنّي، ولا من عمّالي وكتّابي، ومن استعنت به من جميع الناس مكروها في نفس ولا دم ولا شعر ولا بشر ولا مال، ولا صغير ولا كبير. فأجابه إلى ذلك وأقرّ به وكتب له كتابا وكتبه على نفسه ورضي به أمير المؤمنين هارون وقبله وعرف صدق نيّته.

فشرطت لمحمد بن هارون أمير المؤمنين وجعلت له على نفسي أن أسمع وأطيع ولا أعصيه،


(١) في المخطوط: طالق ثلاث البتة، وأخذنا بما ورد في التزام المأموم في الصفحة القادمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>