للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان الحسن بن أحمد يتعشّق أبا الدؤاد المفرّج بن دغفل بن الجرّاح، فدخل عليه يوما وفي وجهه أثر فسأله عنه، فقال: قبّلتني الحمّى.

فأنشد [الخفيف]:

قبّلته الحمّى، ولي أتمنّى ... قبلة منه من زمان طويل

حاجة طالما تردّدت فيها ... قضيت للغريب قبل الخليل

وفيه يقول [المجتثّ]:

هل لنا فرجة إلي ... ك؟ ابن يا مفرّج!

لا مني فيك معشر ... هم إلى اللّوم أحوج

كيف لم يسبهم عذا ... رك هذا المدرّج؟

ومن شعره في علّته [الوافر]:

ولو أنّي ملكت زمام أمري ... لما قصّرت عن طلب النجاح

ولكنّي ملكت فصار حالي ... كحال البدن في يوم الأضاحي

يقدن إلى الردى فيمتن كرها ... ولو يسطعن طرن مع الرياح (١)

١١٤٧ - حسام الدين أنوشروان [٦٣١ - ٦٩٩] (٢)

[٥١٣ أ] الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان، قاضي القضاة، حسام الدين، أبو الفضائل، ابن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر، ابن قاضي القضاة جلال الدين أبي الفضائل، الرازيّ ثمّ الروميّ، الحنفيّ.

ولد بأقصرا (٣) من بلاد الروم في ثالث عشر المحرّم سنة إحدى وثلاثين وستّمائة. وولي قضاء ملطية زيادة على عشرين سنة. ثمّ قدم الشام سنة خمس وسبعين وستّمائة فارّا من التتار.

وأقام بدمشق وولي قضاءها بعد صدر الدين سليمان الحنفيّ في تاسع عشرين شهر رمضان سنة سبع وسبعين وستّمائة. فامتدّت أيّامه إلى أن تسلطن الملك المنصور لاجين، فبعث البريد إلى دمشق لإحضار الأمير علم الدين سنجر الدواداري، وصحبته قاضي القضاة حسام الدين، فقدما إلى القاهرة في [ ... ] ربيع الأوّل سنة ستّ وتسعين وستّمائة، فأقبل عليه وولّاه قضاء القضاة الحنفيّة بديار مصر عوضا عن شمس الدين أحمد بن إبراهيم السروجيّ في يوم [ ... ].

وولّى ابنه جلال الدين أبا المفاخر أحمد قضاء دمشق.

فباشر القضاء بحرمة وافرة. وصار يبيت عند السلطان إلى أن قتل (٤)، وهو حاضر عنده


- جاز لنا أن نفترض أنّ شعره المفقود أكثر من شعره الواصل إلينا.
(١) للأعصم شعر كثير، هذا ما نستفيده من هذه الترجمة المطوّلة، فإذا أضفنا إلى هذه الأبيات الستة والثلاثين الأبيات الاثني عشر التي زادها الصفدي على هذه المجموعة، وهي: سبعة أبيات في وصف الحجل، وثلاثة في الغزل، وبيتان في مفاخرة الفاطميّين، [الكامل]:
زعمت رجال الغرب أني هبتها ... فدمي إذن ما بينها مطلول
يا مصر إن لم أسق أرضك من دم ... يروي ثراك فلا سقاني النيل!
وإذا تأمّلنا تنوّع الأغراض فيها واختلاف القوافي، -
(٢) الوافي ١١/ ٣٩٧ (٥٧١)، الجواهر المضيئة ٢/ ٣٩ (٤٢٧).
(٣) أقسرا بالسين في المخطوط، وهي عند ياقوت ٣/ ١٠٠ و ٤/ ٤١٥ بالصاد والقصر.
(٤) قتل لاجين.

<<  <  ج: ص:  >  >>