للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خالد الخلّال، والقائم بمذهبه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزنيّ (١)، ولم يتّفق لأحد من العلماء والفقهاء من الأصحاب ما اتّفق له رحمة الله عليه وعليهم أجمعين.

قال البيهقيّ: إنّما عدّد داود بن عليّ من أصحاب الشافعيّ جماعة يسيرة، وقد عدّ أبو الحسن الدارقطنيّ من روى عنه أحاديثه وأخباره أو كلامه زيادة على مائة، مع قصور سنّه عن سنّ أمثاله من الأئمّة، وإنّما يكثر الرواة عن العالم إذا جاوز سنّه السّتّين أو السبعين، والشافعيّ لم يبلغ في السنّ أكثر من أربع وخمسين.

وقال النسائيّ: سمعت عبيد بن فضالة النسائيّ الثقة المأمون يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الشافعيّ إمام.

وكان أبو عبد الله البوسنجي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: الشافعيّ إمام.

وقال أحمد بن عليّ الجرجانيّ: كان الحميديّ إذا جرى عنده ذكر الشافعيّ يقول: حدّثنا سيّد الفقهاء، الشافعيّ.

وقال الزعفرانيّ: كنت مع يحيى بن معين في جنازة، فقال له رجل: يا أبا زكريّا، ما تقول في الشافعيّ؟

فقال: دع هذا عنك! لو كان الكذب مطلقا، لكانت مروءته تمنعه من أن يكذب.

وعن هاشم بن مرثد الطبرانيّ: سمعت يحيى بن معين يقول: الشافعيّ صدوق لا بأس به.

وعن عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينيّ:

سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ما عند الشافعيّ حديث غلط فيه.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول:

محمد بن إدريس الشافعيّ فقيه البدن (٢) صدوق.

وقال أبو بكر ابن أبي داود السجستانيّ: سمعت أبي يقول: ما من العلماء أحد إلّا وقد أخطأ في حديثه، غير ابن عليّة، وبشر بن المفضّل. وما أعلم للشافعيّ حديثا خطأ.

وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة: كنّا نسمع من يونس بن عبد الأعلى تفسير زيد بن أسلم، فقال لنا يونس: كنت أوّلا أجالس أصحاب التفسير وأناظر عليه، فكان الشافعيّ إذا أخذ في التفسير كأنّه شهد التنزيل.

وعن أبي حسّان الزياديّ أنّه قال: لمّا رأيت إكرام الشافعيّ [١٦٠ أ] وإصغاءه إلى ما تقول، وانتزاعه من القرآن المعاني والعبارة على المعاني، أنست به. فكنت أسأله عن معاني القرآن فما رأيت أحدا أقدر على معاني القرآن والعبارة عن المعاني والاستشهاد على ذلك من قول اشعر أو اللغة، منه.

[تدبّر الشافعيّ للقرآن]

وقال أبو سعيد محمد بن عقيل: قال الربيع أو المزنيّ: كنّا يوما عند الشافعيّ إذ جاء شيخ عليه جبّة صوف وعمامة صوف وإزار صوف، وفي يده عكازة. فقام الشافعيّ وسوّى عليه ثيابه، وسلّم الشيخ وجلس. وأخذ الشافعيّ ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ: أسأل؟

قال: سل!

قال: إيش الحجّة في دين الله؟

قال الشافعيّ: كتاب الله.

قال: وماذا؟

قال: وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قال: وماذا؟

قال: اتّفاق الأمّة.


(١) المزنيّ: ترجمة ٧٤٧.
(٢) فقيه البدن تعني عادة المتطبّب.

<<  <  ج: ص:  >  >>