للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التتمّة أنّ الرشد صلاح المال فقط، ويرفع الحجر عمّن يلفى رشيدا في ماله، وإن يلف سفيها في دينه. قال ابن الرفعة: سمعته في مجلس حكمه بمصر يصرّح باختياره ويحكم بموجبه ويستدلّ له بإجماع المسلمين على جواز معاملة من يلقاه الغريب من أهل البلاد، مع أنّ العلم محيط بأنّ الغالب على الناس عدم الرشد في الدين والرشد في المال. ولو كان ذلك مانعا من نفوذ التصرّفات لم تجر الأقلام عليه (١).

وكانت العادة إذا جمع للواحد بين قضاء مصر والقاهرة أن يتوجّه يوم الاثنين ويوم الخميس إلى مصر، فيجلس بجامع عمرو بن العاص ليصل القضاء بين الناس، ويحضر عنده فقهاء مصر.

فكان ابن الرفعة يحضر عند ابن رزين إذا حضر إلى مصر من القاهرة.

ومن اختياراته أنّه من عزم على معصية قد فعلها ولم يتب منها، فإنّه يؤاخذ على هذا العزم لأنّه إصرار.

ومنها: لو وقف مدرسة، لم يجز أن يشترك اثنان في تدريسها، بل لا يكون إلّا مدرّس واحد.

وله شعر.

[٢١٢٣ - رشيد الدين ابن مسكين [- ٦٢٣]]

محمد بن الحسين بن خليفة بن يحيى بن الحسن بن محمد بن مسكين، أبو الفضل، رشيد الدين، من بيت جليل، ولهم أصل أصيل.

كتب للملك المسعود أطسيس (٢) ابن الملك

الكامل. وتوفّي عقيب قدومه من الحجاز في صفر سنة ثلاث وعشرين وستّمائة.

ومن شعره في صدر كتاب إلى الصاحب صفي الدين ابن شكر [البسيط]:

يا عصمة الدين، بل يا عدّة الدول ... ويا كعبة الفضل، بل يا قبلة الأمل

قد أصبح الدهر يسعي سعي مقتدر ... إليك [ ... ] في ثوب من الخجل

٢١٢٤ - أبو جعفر التنيسيّ [- ٣٢٩]

محمد بن الحسين بن زيد، أبو جعفر، الكوفيّ، التنيسيّ.

يحدّث عن يونس بن عبد الأعلى، وبكّار بن قتيبة، والربيع بن سليمان المراديّ وجماعة. قال ابن يونس: ثقة. كان يسكن تنيس، وكان له بها منزلة جليلة ومحلّ ولسان، وكان جلدا عاقلا.

توفّي بتنيس في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

٢١٢٥ - أبو جعفر الطيّان [- نحو ٣٦٠] (٣)

محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان، أبو جعفر، [الجهنيّ]، الهمذانيّ، المعروف بالطيّان.

سمع بمصر من أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين، وروى عن جماعة. روى عنه أبو الحسن الدارقطنيّ، وقال: ثقة.

وقال الخطيب: قدم بغداد وحدّث بها. وذكر أنّه من ولد عمرو بن الحمق [الخزاعيّ]. وليس بالمرضيّ. وحكي عنه أنّه قال: كان عندنا بهمذان برد شديد، وكان على سطحنا مربّى (٤) في آنية،


(١) التتمّة تكملة لكتاب الإبانة في الفقه الشافعيّ شرح بها عبد الرحمن بن مأمون المتولي (ت ٤٧٨) إبانة شيخه الفوراتيّ (ت ٤٦١): أعلام النبلاء ١٨/ ٢٦٤ و ٥٨٥. وانظر كشف الظنون ص ١. والحكم المدسوط هنا غامض.
(٢) أطسيس صاحب مكّة واليمن: انظر ذيل الروضتين:
وفيات سنة ٦٢٦.
(٣) ميزان الاعتدال ٣/ ٤ (٤٠٧)، تاريخ بغداد ٢/ ٢٣٨ (٦٩٧).
(٤) المربّى: حلواء معقودة بالسكّر والفواكه والنشاء، وفي الميزان: مرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>