للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٢٢ - ابن رزين الحمويّ قاضي القضاة [٦٠٣ - ٦٨٠] (١)

[٢٢٠ أ] محمد بن الحسين بن رزين بن موسى بن عيسى بن نصر الله بن هبة الله، تقيّ الدين، أبو عبد الله، ابن أبي عليّ، ابن أبي البركات، العامريّ، الحمويّ، الشافعيّ، قاضي القضاة، حاكم الحكّام، حجّة الإسلام، مفتي الأنام، جلال الأحكام، قدوة الغرب، بقيّة السلف، عمدة الخلف، خالصة أمير المؤمنين.

ولد بحماه في يوم الثلاثاء سادس شعبان سنة ثلاث وستّمائة. وتفقّه على الشيخ تقيّ الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح، وبه تخرّج وتميّز في حياته، وسمع عليه الحديث، وعلى أبي الحسن محمد بن عليّ بن عبد الصمد السخاويّ وقرأ عليه القراءات. وسمع أيضا على أبي القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وكريمة بنت عبد الوهّاب القرشيّة وجماعة.

وحدّث عنه شرف الدين الدّمياطيّ، وبدر الدين محمد ابن جماعة، في عدّة من أهل مصر.

وحفظ في صباه كتاب التنبيه في الفقه، وكتاب الوسيط في الفقه، وكتاب المفصّل في النحو.

ورحل من حماة إلى حلب فقرأ النحو على الموفّق يعيش. ورجع فتصدّر للإفتاء والتدريس، وعمره ثماني عشرة سنة.

وحفظ المستصفى وكتابي ابن الحاجب في الفقه والأصول (٢). وبرع في علم التفسير، وشارك في الخلاف والمنطق والحديث والبيان. وصار من

الفقهاء المقصودين للإفتاء.

وتخرّج عليه جماعة، منهم البدر محمد ابن جماعة. وقدم إلى دمشق فولي بها وكالة بيت المال في أيّام الناصر صلاح الدين الأيّوبيّ صاحب حلب ودمشق، وتدريس الشاميّة البرّانيّة وغيرها.

ثمّ رحل إلى القاهرة في جفل التتار سنة ثمان وخمسين وستّمائة، فأقام بها، وولي تدريس المدرسة الظاهريّة عند فراغها في صفر سنة ثنتي وستّين وستّمائة. وفوّض إليه قضاء القاهرة والوجه البحريّ بعد وفاة قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعزّ، في يوم [ ... ] شعبان سنة خمس وستّين [وستّمائة]، واستقرّ محيي الدين عبد الله ابن عين الدولة في قضاء مصر والوجه القبليّ ثمّ صرف ابن عين الدولة عن قضاء مصر، وأضيف إلى ابن رزين في ثامن عشر ذي القعدة سنة ستّ وسبعين، فكمل له قضاء القضاة بديار مصر كلّها، إلى أن عزل بصدر الدين عمر بن عبد الوهاب ابن بنت الأعزّ في نصف جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين. ثمّ أعيد إلى قضاء القضاة بعد عزل صدر الدين عمر ابن بنت الأعزّ في يومالسبت سادس عشرين شهر رمضان سنة تسع وسبعين. فاستمرّ إلى أن مات، وهو قاض، في ليلة الأحد ثالث شهر رجب الفرد سنة ثمانين وستّمائة بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

وكان فقيها عارفا بالأحكام، مدرّسا بالمدرسة جوار قبر الشافعيّ من القرافة، وبالمدرسة الصالحيّة والظاهريّة وكان يسكنها. وامتنع من أخذ الجامكيّة على القضاء تورّعا وتديّنا. وكانت الفتاوى ترد إليه من الأقطار، فيجيد الكتابة عليها، مع اليد الطولى في علم التفسير، وحسن السيرة في القضاء.

وكانت علامته: الحمد لله الكافي وحده. وكان يذهب إلى الوجه الذي حكاه صاحب [٢٢٠ ب]


(١) الوافي ٣/ ١٨ (٨٧٩)، شذرات ٥/ ٣٦٨، حسن المحاضرة ١/ ٤١٧ (١٠٩)، ابن قاضي شهبة ٢/ ١٨٧ (٤٤٩)، السبكيّ ٨/ ٤٦ (١٠٧١).
(٢) المستصفى للغزاليّ. وكتابا أبي عمرو ابن الحاجب (ت ٦٤٦) لعلّهما: منتهى السول في الأصول، وجامع الأمهات: كحّالة ٦/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>