للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها [النساء: ٥٨].

فقال السلطان: نحن ما أردنا الحسن، وإنّما أردنا كبر البيت والقرب من أخي، وأن نكون شيئا واحدا.

ثمّ عقد عليها وأكثر من الإنعام والخلع على باينجار ومن معه حتى أعادهم، فساروا إلى الإسكندريّة وركبوا منها البحر إلى اسطنبول (١)، وساروا إلى بلاد أزبك.

٩٠٢ - باينجار المنصوريّ [- ٧١٦] (٢)

باينجار المنصوريّ، الأمير سيف الدين، أحد مماليك الملك المنصور قلاوون.

ترقّى في الخدم وصار من أمراء الألوف إلى أن قبض عليه الملك الناصر محمد بن قلاوون في يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، هو وآقوش نائب الكرك، وبيبرس الدوادار نائب السلطنة (٣)، وسنقر الكماليّ، ولاجين الجاشنكير، والدكز الأشرفيّ، ومغلطاي المسعوديّ.

وكان سبب تغيّر السلطان عليه بعد اختصاصه

به أنّ الأمير آي دغدي شقير (٤) حقد عليه كلاما [٢٤١ ب] مازحه فيه بحضرة السلطان، فنقم عليه أنه يريد الفتك بالسلطان ونحو ذلك، فتغيّر منه وقبضه.

وما برح في السجن حتى قتل في سنة ستّ عشرة وسبعمائة.

وكان كريما فيه مروءة وعصبيّة، ويعمل سماطا عظيما. وبلغ من حشمته أنّ نصرانيّا حضر إليه سرّا من بلده بأوراق مرافعة في مباشرته تشتمل على ثمانية آلاف إردبّ غلّة ومائتي ألف درهم فضّة، والتزم أنّه إن لم يحقّقها قام بها من ماله. فأخذها منه وصرفه سرّا. ثم غسلها وقال لبعض خواصّه:

إنّ مباشري ديواني لهم عندي عدّة سنين وما منهم إلّا من اشترى له ملكا أو جارية أو عهدا، أو أنشأ سكنا مليحا. فإذا سمعت من هذا احتاجوا إلى بيع ما يساوي ألف [ا] بمائتي درهم، ويخرج اسمنا اسم النحس بين الناس.

وسكت عن مباشريه ولم يتعرّض لهم بشيء.

٩٠٣ - باورد بن براجوا [- بعد ٧٢١] (٥)

من أمراء المغل. قدم إلى مصر في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فأكرمه الملك الناصر وأنعم عليه بخيل ومال وأعطاه إمرة طبلخاناه.

٩٠٤ - بتخاص العادليّ [- ٦٩٦]

بتخاص، الأمير سيف الدين، أحد مماليك الملك العادل كتبغا.

أعطاه الإمرة وجعله أستدار السلطان في رابع


(١) استعمال اسم اسطنبول عوض القسطنطينيّة دليل على أنّ إطلاق هذا الاسم الجديد على عاصمة بلاد الروم، أي بيزنطة أو روما الشرقية، قد بدأ قبل افتتاح العثمانيّين لها سنة ٨٥٧. وقد استعمل المقريزيّ في السلوك هذا الاسم مرارا. وكانت تسمّى في عهد المسعودي (ت ٣٤٥) عند سكّانها الروم (الإغريق) «إسنن بولن» (التنبيه والإشراف ١٢٠ ودائرة المعارف الإسلامية ٤/ ٢٣٣).
(٢) السلوك ٢/ ١٦٨ وهو فيه بينجار؛ النجوم ٩/ ٣٤، وفيهما أنّ سبب القبض عليه ميله إلى قراسنقر؛ الدرر ٢/ ٤ (١٢٧١).
(٣) هو بيبرس المنصوريّ الخطائيّ «صاحب التاريخ المشهور في ٢٥ مجلّدا» الدرر ٢/ ٤٣ (١٣٨٤)، الوافي ١٠/ ٣٥٢ (٤٨٤٦).
(٤) مرّت ترجمة آي دغدي شقير برقم ٨٦٨.
(٥) السلوك ٢/ ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>