للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عين وورق من ضرب السنة المستجدّة] (١) وتفرقتها والركوب على العادة، وعمل حزن عاشوراء والمولد الآمريّ، وخلع على المؤتمن سلطان الملوك حيدرة أخي المأمون بولاية الإسكندريّة والأعمال البحريّة.

وفيها رتّب المأمون عدّة من السقّائين، ستّون كلّ ليلة على باب كلّ معونة بالقاهرة ومصر، ومعهم عشرة من الفعلة بالطوارئ والمساحي لمهمّ يقع من حريق في الليل، وألزم واليي القاهرة ومصر أن يقوما بعشائهم من أموالهما، فتقرّر ذلك (٢).

وجرت الرسوم في مواسم السنة على عوائدها، فكان المنفق عينا من بيت المال من أوّل المحرّم سنة سبع عشرة وخمسمائة إلى آخر ذي الحجّة منها، في العساكر المسيّرة لجهاد الفرنج برّا، وفي الأساطيل بحرا، والمنفق في أرباب النفقات مع العسكرة بالحضرة، وفي جراية القصور، والمطابخ، ومنديل الكمّ، والأعياد، والمواسم، وعند الركوبات، وثمن الأمتعة المبتاعة من التجّار، والمطلق للرسل والضيوف، وبدار الطراز، ودار الديباج، وبرسم الصلات والصدقات، ومن يهتدي إلى الإسلام، وما ينعم به على الولاة عند استخدامهم، ونفقات بيت المال والعمائر، أربعمائة ألف وثمانية وستين ألفا وتسعمائة وسبعة وتسعين دينارا ونصف دينار.

والحاصل بعد ذلك ممّا يحمل إلى صناديق الخاص لما يتجدّد ثمانية وتسعون ألف دينار، ومائة وسبعة وتسعون دينارا ونصف.

فجملة ما يحصل في سنة سبع عشرة

[و] خمسمائة ألف وسبعة وستّون ألفا ومائة وأربعة وتسعون دينارا. وذلك سوى المرتّبات في كلّ شهر، وهي في السنة مائتا ألف ومائة دينار، بتتمّة جملة مال السنة سبعمائة ألف وسبعة وستّون ألفا ومائتان وأربعة وتسعون دينارا.

[[نكبته وقتله]]

ولم يزل المأمون إلى أن قبض عليه في ليلة السبت الرابع من شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وعلى إخوته الخمسة، وثلاثين رجلا من خواصّه وأهله، واعتقل الجميع.

ويقال: إنّ السبب في القبض عليه أنّه راسل الأمير جعفرا أخا الآمر وأغراه بأخذ أخيه الخليفة الآمر، ووعده أنّه يقيمه بدله. فلمّا تقرّر ذلك بلّغ الشيخ أبو الحسن عليّ بن أبي أسامة هذا إلى الآمر حتى قبض عليه.

وقيل: إنّ المأمون بعث نجيب الدولة أبا الحسن عليّ بن إبراهيم إلى اليمن، وأمره أن يضرب السكّة باسم الإمام المختار محمد بن نزار.

وقيل: إنّه سمّ مبضعا [٢١١ أ] يفصد به الآمر، ودفعه إلى طبيب الآمر وأمره أن يفصده به، فطالع الآمر بذلك.

ولم يزل في الاعتقال إلى أن قتل في ليلة العشرين من شهر رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. وأخرج ومعه صالح ابن العفيف، وعلي بن إبراهيم (٣) نجيب الدولة، فصلبت أجساد الثلاثة بالقرب من سقاية ريدان خارج القاهرة من غير رءوس، وفي صدر كلّ واحد رقعة فيها اسمه.

ثمّ أخرجت رءوسهم وجعل على كلّ جسد رأسه.

وكان المأمون من ذوي الآراء والمعرفة التامّة بتدبير الدول، كريما، واسع الصدر، سفّاكا


(١) إكمال من ابن المأمون ٥٨.
(٢) وهكذا كانت الحماية المدنيّة أو رجال المطافئ مؤسّسة معروفة.
(٣) في المخطوط: ابن نجيب الدولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>