للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتشريفيهما فجلس بيبغا أروس في دست النيابة حيث كان يجلس أرقطاي، وجلس أرقطاي في خدمته، بعد ما كان قبل ذلك بساعة بيبغا أروس جالسا في خدمة أرقطاي. وتوجّه إلى القاهرة في عاشره، وصحبته الأمير كجلي [١٧١ أ] متسفّرا فقدم حلب في ثاني ذي القعدة، وأنعم على كجلي بما قيمته مائة ألف درهم. وأقام بها حتى قتل الأمير أرغون شاه نائب الشام [ف]- رسم له باستقراره عوضه، فسرّ الناس به وتوجّهوا إلى حلب، فاستعدّ لذلك، وخرج في طلبه وحاشيته، وبه حمّى وإسهال.

فاشتدّ مرضه حتى مات يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى سنة خمسين وسبعمائة بعين مباركة خارج حلب، وله من العمر نحو من ثمان وسبعين سنة، فدفن بحلب.

[[صفاته]]

وكان جميل الوجه، تامّ القامة، كثير الأدب، حسن المعاشرة، له عناية تامّة باقتناء آلات الحرب، بحيث وجد له بعد خروجه من طرابلس زردخاناه فيها ثمانية وثلاثون صندوقا ملآنة من السلاح، منها ستّة جواشن، وستّة بركسطوانات (١) حرير، قيمة كلّ واحد خمسة عشر ألف درهم فضّة.

وكان يخمع (٢) إذا مشى [و] كان به عرج، فإنّه تقطّر (٣) في ميدان دمشق عن الفرس.

وكان لطيفا ظريفا خفيف الروح.

وله بصفد تربة ومدرسة وكتّاب سبيل. وله بمصر سبيل وكتّاب سبيل. وكان يخرج زكاته في كلّ سنة.

وترك ابنا اسمه أمير موسى (٤).

٧٠٦ - أزبك الحمويّ [- ٧٣٧] (٥)

[١٣٥ أ] أزبك الحمويّ، الأمير صارم الدين، أحد مماليك المنصور صاحب حماة.

ترقّى في الخدم حتى صار من أمراء حماة، وعرف بالشجاعة والإقدام، وشهد وقائع عديدة، مع المهابة، وكثرة العطاء والجود، بحيث إنّه كان إذا سافر لغزاة يقوم بجميع مؤن من يرافقه من أجناده وغيرهم.

فلمّا ندبت العساكر لمحاربة الأرمن بمدينة أياس (٦)، خرج مقدّما على عسكر طرابلس وحماة، وأبلى في حربه بلاء كبيرا فأصابه جرح في وجهه مات منه في رابع ذي الحجّة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة. فأخفى النوّاب موته خشية من الأرمن، وحملوه إلى حماة حتى دفن بها، وكان قد قارب المائة سنة. وقدم مصر مرارا.

٧٠٧ - الحاجّ أزدمر الحمصيّ [- ٦٨٠] (٧)

[١٣٦ أ] أزدمر الحمصيّ، عزّ الدين الحاجّ، أحد المماليك [المنصوريّة قلاوون].

ترقّى في الخدم بديار مصر حتى صار من أعيان الأمراء في الدولة الظاهريّة، وحدّثته نفسه أنّه


(١) البركستوان: جلّ الفرس إذا زخرف وزيّن للعرض.
(٢) يخمع (على وزن فتح): يمشي مشي الأعرج.
(٣) تقطّر الرجل: رمى بنفسه من علوّ.
(٤) أمير موسى (ت ٧٧٥) - الدرر، ٥/ ١٤٦ (٤٨٨١).
(٥) النجوم الزاهرة ٩/ ٣١٣؛ المنهل الصافي ٢/ ٣٤١ (٣٨٨) - الدرر، ١/ ٣٧٧ (٨٨٠).
(٦) في النجوم ٩/ ٨١٣ هامش ٢: ميناء على المتوسّط ببلاد الأناضول. وفي المنهل: قرب سيس ببلاد الأرمن. ويقع اليوم على مصبّ نهر جيحان في إقليم إسكندرونة.
(٧) الوافي ٨/ ٣٧٠ (٣٨٠٣)؛ عبر الذهبيّ ٥/ ٣٢٨؛ النجوم ٧/ ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>