للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالحصن من أهل سرمين ودلّوا الحبال إلى الواصلين فرفعوهم. وقام السيف [٤٣٤ أ] فقتل ابن ملاعب وأولاده، لأربع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وملكت القلعة.

وأفلت صبح ونصر ولدا خلف بن ملاعب، فتوجّه صبح إلى شيزر وأقام عند ابن منقذ.

وبعث القاضي أبو الفتح [إلى] أبي طاهر (١) سعيد الصائغ، [فسار] إلى أفامية لا يشكّ أنّها له، فأكرمه القاضي وامتنع من تسليمها إليه وقال: هذا الموضع نحن محترمون ما دام لنا وإذا خرج إلى غيرنا امتهنّا.- فيئس منه.

وكان لخلف ابن يقال له مصبح في خدمة طغدكين بدمشق قد أعطاه حصنا بالبيرة (٢) يحفظه فعرف بعده بقبّة ابن ملاعب فأفسد هناك فهدّده طغدكين. فلحق بالفرنج وأوى إلى طنكري متملّك أنطاكية، وحسّن لهم قصد أفامية. فساروا معه ونازلوها. فسيّر إليهم القاضي أبو الفتح عشرة آلاف دينار، فرحلوا. فلامهم ابن خلف، وما زال بهم حتّى أقاموا عليها إلى أن مات من بها من الجوع، فملكها الفرنج وقتلوا القاضي وأسروا الصائغ وحملوه إلى أنطاكية معهم وقتلوه بها.

فأخذ رضوان ماله وأولاده بحلب.

١٣٧٦ - ناصر الدين ابن خواجا التوريزيّ [- ٧٤٩] (٣)

خليفة بن خواجا علي شاه، ابن أبي بكر،

التوريزي، الأمير ناصر الدين.

كان أبوه علي شاه وزير أبي سعيد بن خربنده ملك العراق. قدم بعد أبيه إلى دمشق رفيقا للوزير نجم [الدين] محمود بن شروين [وزير بغداد]، وقدّم هديّة جليلة للأمير تنكز. فأكرمه وطالع السلطان بقدومه. فأكّد في الوصيّة به وتجهيزه بعد حجّه والقيام بجميع ما يحتاج إليه في حجّه ومسيره إلى مصر. فاعتمد الأمير تنكز ما رسمه، وبعث به بعد حجّه.

فقدم إلى مصر في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة. فأنعم عليه السلطان [الناصر محمد بن قلاوون] وخيّره فاختار دمشق. فكتب له براتب يكفيه وأطلق له إنعاما جليلا، وأنعم عليه بتقدمة برسبغا (٤) العادليّ بدمشق، وأنعم على برسبغا بإمرة آقول الحاجب بعد موته. ونال الدول وتنقّلت به الأحوال حتى مات بدمشق في سادس عشرين جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة (٥).

١٣٧٧ - الصفديّ صاحب الوافي [٦٩٠ - ٧٦٤] (٦)

خليل بن أيبك، صلاح الدين، الصفديّ، [أبو الصفاء].

ولد سنة تسعين وستّمائة. وقرأ الفقه على مذهب الشافعيّ. وشارك في الأصول، وعرف النحو، وبرع في الأدب نظما ونثرا، وكتابة وجمعا. وعني بالحديث فسمع بأخرة من جماعة.

ولازم أبا الفتح محمد ابن سيّد الناس، وبه تميّز في الأدب. وصنّف في التاريخ والأدب ما يزيد


(١) في المخطوط: أبو طاهر. وفي الكلام نقص، والزيادة منّا.
(٢) في المخطوط: بالبيرية. والبيرة رتّبها ياقوت في الباء وقال: بلد قرب سميساط بين حلب والثغور الروميّة وأخرى بين بت المقدس ونابلس.
(٣) الدرر ٢/ ١٨٤ (١٦٧٤)، والزيادات منها. الوافي، ١٣/ ٣٨٣ (٤٨٦).
(٤) في المخطوط: شربغا، والإصلاح من السلوك، ٢/ ٤٤٦ هامش ٤.
(٥) في الدرر: سبع وفي السلوك، ٢/ ٧٩٤: تسع أيضا.
(٦) الدرر ٢/ ١٧٦ (١٧٥٤) - النجوم ١١/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>