للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٨ - ابن عطاء الله الصوفيّ الإسكندريّ [- ٧٠٩] (١)

[١٠٧ أ] أحمد بن محمد بن عبد الكريم [١٢٧ ب] بن عطاء الله بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، الحسنيّ، المالكيّ، الشيخ العارف، تاج الدين، أبو الفضل الإسكندريّ، الصوفيّ الشاذليّ.

ولد في [ ... ].

وأخذ عن الشيخ أبي العبّاس المرسيّ صاحب أبي الحسن الشاذليّ وتلمذ له.

وقدم القاهرة، وتكلّم بالجامع الأزهر وغيره فوق كرسيّ بكلام يروّح النفوس على طريقة القوم، مع إلمام بآثار السلف، ومشاركة في الفضائل. فأحبّه الناس، وكثر أتباعه.

وكان رجلا صالحا، له ذوق، وعليه سيماء الخير. وكان من أشدّ الناس قياما على تقيّ الدين أحمد بن تيمية.

وتوفّي بالمدرسة المنصوريّة من القاهرة في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة تسع وسبعمائة، ودفن بالقرافة، وتردّد الناس لزيارة قبره تبرّكا به، وعملوا عند قبره في كلّ ليلة حادي عشر جمادى من كلّ سنة مجتمعا يقرءون فيه القرآن ويطعمون الطعام، فيحشر الناس من أكثر الجهات لشهود هذا المحيا ويخلطون فيه الحقّ بالباطل، ويأتون أنواعا من المنكرات. وهم على ذلك إلى يومنا.

ومن مصنّفاته كتاب التنوير في إسقاط التدبير، وكتاب الحكم، وكتاب لطائف المنن في فضائل

الشيخ الكبير أبي الحسن (٢)، وكتاب المرقى إلى القدس الأبقى.

واجتمع ثلاثة بالقاهرة. فقال أحدهم: آه، لو سلمت من الغائلة! وقال الثاني: أنا أصلّي وأصوم، وما عليّ من أثر الفلاح ذرّة. وقال ثالثهم، وهو محمد بن نصر بن سلامة الصوّاف:

أنا صلاتي ما ترضي نفسي، فكيف ترضي الله؟

ثمّ قاموا إلى مجلسه فتكلّم في الوعظ. ثمّ قال: ومن الناس من يقول- وتكلّم على ما قالوه (٣).

ومن شعره [الوافر]:

مرادي منك نسيان المراد ... إذا رمت السبيل إلى الرشاد

فإن تدع الوجود فلا تراه ... وتصبح مالكا حبل اعتماد

إلى كم غفلة عنّي وإنّي ... على حفظ الرعاية والوداد

وودّي فيك لو تدري قديم ... ويوم السبت يشهد بانفراد

وهل ربّ سواي فترتجيه ... غدا ينجيك من كرب شداد؟

فوصف العجز عمّ الكون طرّا ... فمفتقر لمفتقر ينادي

[١٠٧ ب] وبي قد قامت الأقوام طرّا ... وأظهرت المظاهر من مرادي

أفي داري وفي ملكي وفلكي ... توجّه للسوى وجه اعتماد؟

وها خلعي عليك فلا تذلها ... ومن وجه الرجاء عن العباد


(١) الدرر ١/ ٢٧٣ (٧٠٠)، الشعرانيّ ٢/ ٢٠ (٣١٢)، طبقات الأولياء ٤٢١، جامع كرامات الأولياء ١/ ٣١٧، طبقات السبكيّ ٩/ ٢٣ (١٢٩٧).
(٢) أي الشاذليّ وذكر في كشف الظنون ١٥٥٤: بعنوان مناقب الشيخ أبي العبّاس (المرسيّ) وشيخه أبي الحسن.
(٣) في الدرر: وأعاد كلامهم بعينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>