للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معه إلى أرض الشام، وبقيت منهم بقيّة كثيرة رغبوا أن يكونوا فلّاحين. فأفردت لهم جهات، منها سملّوط وأقلوسنا وإبوان والبرجين في صعيد مصر، وضيعة أخرى بالمحلّة.

فسار إليه الأوحد ناصر الدين إبراهيم، أخو الوزير الأفضل رضوان بالعساكر شرقا وغربا، وقد تبعه الأسطول في النيل، ومعه أمان لبهرام ليعود مكرّما وطائفته على إقطاعاتهم. فلم يزل حتى نزل على الأديرة البيض. فتقرّر الحال مع بهرام على إقامته بها من غير أن تكون حرب. فلم يزل هناك إلى أن استدعاه الخليفة الحافظ في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين، وأنزله معه في القصر وأكرمه، إلى أن هلك في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. فحزن عليه الحافظ حزنا كثيرا لأنّه كان يشاوره في تدبير الدولة والأمور فيعجبه رأيه ويفتنبحزمه وعقله. وصار يوم موته على القصر غمّة وأمر بغلق الدواوين، واستحضر بطرك الملكيّة ليجهّزه، فقام بأمره.

وأخرج وقت الظهر في تابوت عليه الديباج، وحوله النصارى يبخّرون باللبّان والسندروس والعود. وخرج الناس كلّهم مشاة، ولم يتخلّف عن جنازته أحد من الأعيان. وخرج الخليفة راكبا بغلته خلف التابوت بعمامة خضراء وثوب أخضر من غير طيلسان وسار والأقسّاء يعلنون بقراءة الإنجيل، والخليفة على حاله، إلى دير الخندق خارج القاهرة- وقيل: بل في الكنيسة المستجدّة ببستان الزهريّ- فنزل الخليفة عن بغلته ونزل على شفير القبر وبكى بكاء كثيرا، حتى دفن. ثم عاد (١).

وكان بهرام عاقلا حسن السياسة جيّد التدبير

مقداما في الحرب.

٩٨٧ - بهرام التركمانيّ [- ٦٣٩]

[٢٦٧ ب] بهرام بن عمر بن بهرام، الأمير شمس الدين، ابن الأمير حسام الدين، التركمانيّ.

مات بمدينة بلبيس في رابع ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وستّمائة. وحمل ميتا فدفن خارج باب النصر من القاهرة.

وحدّث بشيء من شعر جعفر ابن شمس الخلافة (٢) بثغر دمياط.

٩٨٨ - بهرام شاه صاحب بعلبك [- ٦٢٧] (٣)

[٢٦٧ ب] بهرام شاه بن فرّخ شاه (بن توران شاه) ابن أيّوب بن شاذي بن مروان، الملك الأمجد، مجد الدين [صاحب بعلبك].

٩٨٩ - بهرام ابن [أخت الأسدآبادي] مقدّم الباطنيّة [- ٥٢٢] (٤)]

[٢٦٨ أ] كان من أهل [ ... ] فلمّا قتل خاله إبراهيم الأسدآباديّ ببغداد في [ ... ] هرب إلى الشام وصار داعي الإسماعيليّة بها. وتردّد في البلاد يدعو أوباش الناس وطغامهم إلى مذهبه.

فاستجاب له منهم من لا عقل له وكثر جمعه. إلّا


(١) هذه الرواية مشابهة لرواية ابن ميسّر (سنة ٥٣٥)، والاتّعاظ ٣/ ١٧٥.
(٢) جعفر ابن شمس الخلافة «مجد الملك الأفضليّ الشاعر المشهور- ت ٦٢٢»؛ وفيات ١/ ٣٦٢ (١٣٩).
(٣) ترجمة مبتورة، والإكمال من مفرّج الكروب لابن واصل ومن دائرة المعارف الإسلاميّة ١/ ٩٦٩.
(٤) أخبار بهرام رأس الباطنيّة وخاله (أبي) إبراهيم الأسدآبادي مفصّلة في الكامل ١٠/ ٣٢٣، ٦٥٢، ٦٥٦. وانظر ذيل تاريخ دمشق ٢١٥ و ٢١١. والاتّعاظ ٣/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>