للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلّا نهارا، ويطلع إلى القلعة آخر النهار، فكانوا يرون هذا تعظيما له.

ولم يزل على هذا إلى أن مات في يوم الثلاثاء أوّل شهر رجب سنة سبع وثلاثين وسبعمائة. وترك ولدين أميرين: هما محمد وعليّ.

وكان من الأمراء الأجواد الأتقياء المحتشمين، له [٢٣٨ أ] أطعمة مفتخرة وأسمطة جليلة، بحيث إنّ مباشريه ذكروا له أنّ أطعمته تحلّى بالسكّر المكرّر، والقصد إنّما هو وجود الحلاوة، ويكفي أن يكون السكّر غير مكرّر. فقال: لا، فإنّه ليبقى في نفسي أنّه غير مكرّر [فلا يطيب] (١).

وكان زائد التجمّل كبير الهمّة. أنشأ الجامع المعروف بالخطيري في رملة بولاق والربع بجانبه، أنفق عليهما نحو أربعمائة ألف درهم فضّة. وأخذه النيل في حياته فجدّده، كما قد ذكرته في أخباره عند ذكر الجوامع من كتاب «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» (٢).

وأنشأ أيضا دارا جليلة بخطّ المنحر المعروف اليوم بالدرب الأصفر قريبا من رحبة باب العيد قد ذكرتها أيضا عند ذكر الدور (٣).

ولم يلبس هو ولا أحد من مماليكه قباء مصقولا قطّ. وحجّ ثلاث مرّات فرّق فيها مالا عظيما.

وكان يخرج الزكاة في كلّ سنة. وكانت له صدقات جارية، ومرتّبات دائرة على ذوي الحاجات من أرباب البيوت مع مهابة قويّة وحرمة زائدة وشيبة منوّرة.

٨٨٩ - أيدمر الشمسيّ (٤)

[٢٥٩ أ] أيدمر الشمسيّ، الأمير عزّ الدّين.

ترقّى في الخدم حتى صار من جملة الأمراء.

ثم أخرج في أوّل أيّام الناصر حسن إلى دمشق، ونقل إلى صفد. وأنعم عليه بإمرة عبد الله بن اللمش. ثم أعيد إلى دمشق.

٨٩٠ - أيدمر الزرّاق [- بعد ٧٤٨] (٥)

[٢٥٩ أ] أيدمر الزرّاق، الأمير عزّ الدين، أحد المماليك [ ... ].

ترقّى في الخدم حتى صار من جملة الأمراء.

ثمّ عمل نيابة غزّة في سنة خمس وأربعين [وسبعمائة]. وأعيد بعد مدّة إلى القاهرة. ثم توجّه ومعه الأمير نجم الدين داود بن الزيبق للحوطة على أموال الأمير يلبغا اليحياويّ في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين. وعاد ومعه الأمير آقسنقر أمير جندار بالمال إلى السلطان الملك المظفّر حاجّي. فزالت دولته بعد تحوّله ولم يكن معه من الأمراء إلّا أيدمر هذا وآقسنقر وأيدمر الشمسيّ. فنقم الخاصّكيّة ذلك عليهم وأخرجوهم إلى الشام. فقدموها يوم عيد الفطر منها [سنة ٧٤٨].

ثم نقل الزرّاق إلى حلب في نصف شوّال المذكور على إمرة الأمير أسندمر الحسنيّ.


(١) الزيادة من النجوم ٩/ ٣١٢.
(٢) في الخطط ٢/ ٣١٢.
(٣) الخطط ٢/ ٤٣.
(٤) الوافي ١٠/ ١٨ (٤٤٦٢)، السلوك ٢/ ١٠٢ (سنة ٧١١).
وهو فيما يبدو غير أيدمر الشمسي الناصري الذي مرّ برقم ٨٨٠/ ٣.
(٥) الوافي ١٠/ ١٨ (٤٤٦٣) وأعيان العصر ١/ ٦٦٢ (٣٧٦)، المنهل ٣/ ١٨٢ (٦٠٨)، وقد مرت بنا- رقم ٨٨٧ - ترجمة لأمير يدعى أيدمر العلائيّ الزرّاق، وهو غير هذا.
الخطط ٢/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>