[٣٢٩٣ - محمد بن موسى المديني [- بعد ٢٣٠]]
قدم مصر. روى عن إبراهيم بن المنذر، وأحمد بن صالح، توفّي في عشر الثلاثين والمائتين.
٣٢٩٤ - النجم الخبوشانيّ الصوفيّ [٥١٠ - ٥٨٧] (١)
[١٢٠ أ] محمد بن موفّق بن سعيد بن عليّ بن الحسن بن عبد الله، الشيخ الزاهد، نجم الدين، أبو البركات، ابن أبي المطهّر، الخبوشانيّ، التبريزيّ، الصوفيّ، الشافعيّ.
مولده باستوا خبوشان في الثالث والعشرين من شهر رجب سنة عشر وخمسمائة. وتفقّه بنيسابور على محمد بن يحيى، وكان يقول: أصعد إلى مصر وأزيل ملك بني عبيد الكذّا [بين]. فقدم إلى مصر سنة خمس وستّين وخمسمائة، ونزل في بعض مساجدها. فاتّفق أنّ الخليفة العاضد لدين الله أبا محمّد عبد الله بن يوسف رأى في منامه أنّه بمدينة مصر، وقد خرج إليه عقرب من مسجد معروف بها فلدغه، فانتبه مذعورا، واستدعى عابر الرّؤيا وقصّ عليه ما رأى.
فقال: ينال أمير المؤمنين مكروه من شخص مقيم بهذا المسجد.
فألزم الوالي بإحضار من في المسجد، فمضى إليه وأحضر منه رجلا صوفيّا. فسأله العاضد من أين هو، ومتى قدم مصر، وفي أيّ شيء جاء!
فأجابه عن ذلك، ولم يظهر للعاضد منه ما يريبه، بل تبيّن منه ضعف الحال مع الصدق، فدفع
إليه مالا وقال له: يا شيخ، ادع لنا- وخلّاه لسبيله، فعاد إلى مسجده.
ولم يزل به حتى قدم شير كوه من دمشق، وقام في وزارة العاضد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب وشرع في إزالة الدولة. [ف] ستفتى فقهاء مصر فكان أشدّهم مبالغة في الفتيا، وعدّد مساويء القوم، وسلب عنهم الإيمان، وأطال القول في الحطّ عليهم. وعند ما عزم صلاح الدين على قطع اسم العاضد من الخطبة لم يتجاسر أحد أن يأمر الخطيب بذلك، إلّا الخبوشانيّ، فإنّه قام يوم جمعة، وفي [١٢٠ ب] يده جريدة وأمر الخطيب بقطع اسم العاضد، وانقطع اسمه من يومئذ، وصدقت رؤيا العاضد.
فلمّا استبدّ السلطان صلاح الدين بمملكة مصر، قرّبه وأكرمه، وبالغ في اعتقاد دينه وعلمه.
فأشار على السلطان بعمارة المدرسة بجوار قبر الإمام الشافعيّ فامتثل ذلك. وتبتّل الخبوشانيّ بعمارتها حتّى كملت، ودرّس بها وسكن فيها إلى أن مات هناك في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ودفن تحت رجلي الشافعيّ.
ولم يأكل من وقف المدرسة شيئا قطّ، ولا أخذ من مال الملوك شيئا. ودفن في الكساء الذي صحبه من خبوشان. وكان بمصر تاجر من بلده يأكل من ماله.
وحدّث عن أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد، ابن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، وكان فاضلا ديّنا سليم الباطن، معرضا عن معرفة الأحوال الدنيويّة، شديد الورع، فقيها، يستحضر كتاب المحيط في شرح الوسيط. وذكر عنه أنّه عدم مرّة فأملاه من حفظه. وصنّف كتابا في الفقه سمّاه
(١) أعلام النبلاء ٢١/ ٢٠٤ (١٠١)، المنذريّ ١/ ١٦١ (١٥٤)، الوافي ٥/ ٩٩ (٢١٠٨)، وفيات ٤/ ٢٣٩ (٥٩٧)، السبكيّ ٧/ ١٤ (٧١١).