للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن تشييعه، وكان [في] عزمهم الذهاب صحبته إلى الرملة.

فلم يزل أبو الذكر ينظر في القضاء حتى قدم أبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الكريزيّ من قبل أبي يحيى ابن مكرّم [قاضي بغداد] في يوم الخميس الثامن عشر من صفر سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة، فصرف [أبو الذكر] عن القضاء. وكانت ولايته [هذه الأولى] ثلاثة أشهر وعشرة أيّام. فرجع بعد ذلك من جملة الشهود إلى أن استخلفه أبو جعفر أحمد بن [عبد الله بن مسلم بن] قتيبة (١) قاضي مصر على الفرض للنساء مدّة ولايته إلى أن صرف عن القضاء [في ذي القعدة سنة ٣٢١].

ثمّ أعيد أبو الذكر [ثانية إلى القضاء] بعد وفاة أبي بكر محمد بن بدر [الصيرفيّ] لثلاث بقين من شهر شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة. فتقدّم إليه الأمير أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد بالنظر في الأحكام، فحكم، وركب إلى مسجد محمود بالقرافة لالتماس هلال رمضان على عادة القضاة قبله في ذلك، وركب معه جماعة من الشهود والفقهاء والأمناء وأصحاب الشرط وغيرهم.

ثمّ ورد كتاب الحسين بن عيسى بن هارون قاضي بغداد إلى الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق الجوهريّ أن يكون خليفته على قضاء مصر، فصرف أبو الذكر بعد عشرة أيّام من ولايته [الثانية] هذه.

وتأخّرت وفاته إلى يوم الخميس يوم عيد الفطر سنة أربعين وثلاثمائة وقد أناف على الثمانين.

وصلّى عليه أخوه مؤمل بن يحيى بن مهدي الأسوانيّ، أبو الحسن، ودفن في حومة أشهب بالقرافة.

وكان فقيها على قول مالك حافظا لأقواله، طويل الصمت، نزر الكلام، كثير العبادة في شبابه وكهولته، له فيها قدم، وإنّما قطعته علّة الباسور.

وقبره يزار ويتبرّك بزيارته.

٣٥٥٣ - أبو بكر الآمديّ التاجر [٥٢٧ - ٥٧٤]

محمد بن يحيى بن نصر الله بن سعيد بن سالم بن سعيد بن عبد الرحمن، أبو بكر، ابن أبي الوفاء، الأنصاريّ، الآمديّ، التاجر، البغداديّ.

ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. سمع أبا الوقت عبد الأوّل وحدّث عنه بالإسكندريّة في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وخمسمائة.

روى عنه عبد الوهّاب ابن رواج وغيره.

٣٥٥٤ - أبو بكر الفهريّ القرطبيّ [- ٣٨٤] (٢)

[٢٢٠ ب] محمد بن يحيى بن وهب بن عبد المهيمن، أبو بكر، الفهريّ، مولاهم، القرطبيّ.

سمع بها من محمد بن معاوية وغيره، وبمكّة من أبي عبد الله البلخيّ، وبمصر مبن أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل بن الحسن بن الضرّاب، وأبي بكر الأدفويّ وجماعة، وأقام ب [مصر] مدّة. ثمّ انصرف إلى الأندلس ولزم الانقباض. وحدّث باليسير حتّى توفّي في صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

وكان ثقة حسن الخطّ ضابطا، إماما في العربيّة واللغة وفنون الأدب. وكان علم النحو أغلب عليه مع تجويد القرآن.


(١) الكندي ٤٨٥، ٥٣٢.
(٢) بغية الوعاة ١١٥، ابن الفرضيّ ٢/ ١٠٠ (١٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>