للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن جنّي النحويّ، وأبو محمد الحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وأبو الحسين عليّ بن أيّوب بن الحسين بن الساربان الكاتب، والأستاذ أبو علي أحمد بن مسكويه، وأبو عبد الله ابن باكويه الشيرازيّ، وأبو الحسن علي بن عيسى الربعيّ، وأبو القاسم بن الحسن الحمصيّ، وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة، ومحمد بن عبد الله بن سعد النحويّ، الحلبيّان، وعبد الله بن عبيد الله الصفريّ الشاعر الحلبيّ، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الجوع [٧٧ ب] الوزّان المصريّ، وأبو بكر الطائيّ، وأبو القاسم البلنجي، وأبو محمد الحسن بن عمر بن إبراهيم، وأبو العبّاس بن الجون، وجماعة سواهم.

ويقال: إنّ بعض الأشراف قدم من الكوفة، فدخل إلى مجلس فيه المتنبّي، فنهض الناس كلّهم له سوى المتنبّي. فجعل كلّ واحد من الحاضرين يسأله عن الأحوال بالكوفة، وما تجدّد هناك. فقال له المتنبّي: يا شريف، كيف خلّفت الأسعار بالكوفة؟

فقال: راوية برطلين خبز!

فأخجله، وذلك أنّه قصد أنّ أباه عيدان كان سقّاء.

[[محاسن شعره]]

وقال أبو العبّاس الناميّ المصيصيّ: كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبّي، وله معنيان (١) ما سبق إليهما: قوله [الوافر]:

رماني الدهر بالأرزاء حتّى ... فؤادي في غشاء من نبال

والآخر [الكامل]:

في جحفل ستر العيون غباره ... فكأنّما يبصرن بالآذان

وقال أبو الفتح ابن جنّي: كنت أقرأ ديوان أبي الطيّب عليه، فقرأت قوله في كافور [الطويل]:

أغالب فيك الشوق، والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر، والوصل أعجب

حتّى بلغت إلى قوله:

ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... فلا أشتكي فيها ولا أتعتّب؟

وبي ما يذود الشعر عنّي أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلّب

فقلت: يعزّ عليّ كيف يكون هذا الشعر في ممدوح غير سيف الدولة؟

فقال: حذّرناه وأنذرناه، ما نفع. ألست القائل [الطويل]:

أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطينّ الناس ما أنا قائل

فهو الذي أعطاني لكافور بسوء تدبيره وقلّة تمييزه.

وذكر صالح بن إبراهيم بن رشدين قال: قال لي نصر بن غيّاث النصرانيّ الكاتب: اعتلّ أبو الطيب المتنبّي بمصر العلّة التي وصف [منها] الحمّى في أبياته من القصيدة الميميّة، فكنت أواصل عيادته وقضاء حقوقها. فلمّا توجّه إلى الصلاح وأبلّ أغببت زيارته ثقة بصلاحه، ولشغل قطعني عنه. فكتب إليّ: وصلتني وصلك الله معتلّا، وقطعتني مبلّا، فإن رأيت أن لا تحبّب العلّة إليّ فلا تكدّر الصحّة عليّ، فعلت إن شاء الله.

وقال علي بن حمزة البصريّ: بلوت من


(١) في المخطوط: معنيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>