للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الورقة محيي الدين [١٥٢ ب] محمد ابن الزكيّ الدمشقيّ. وكان ابن الزكيّ واثقا بعقل ابن جهبل، وأنّه لا يقدم على هذا القول حتّى يحقّقه ويثق به.

فعمل قصيدة مدح بها السلطان حين فتح حلب في صفر، وقال فيها:

وفتحكم حلبا بالسيف في صفر ... قضى لكم بافتتاح القدس في رجب

فلمّا سمع السلطان ذلك، تعجّب من مقالته، ثمّ حين فتح السلطان القدس، خرج المجد ابن جهبل إلى خدمته مهنّئا له بفتحه، وحدّثه حديث الورقة.

فتعجّب السلطان من قوله وقال: قد سبق إلى ذلك محيي الدين ابن زكيّ الدين، غير أنّي أجعل لك حظّا لا يزاحمك فيه أحد- ثمّ جمع له من هناك من الفقهاء وأهل الدين، ثمّ أدخله إلى القدس.

ولمّا كانت [ ... ] ولّى صلاح الدين محيي الدين قضاء حلب، وقدم إلى القاهرة رسولا من الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيّوب إلى الملك العزيز عثمان ابن صلاح الدين يحثّه على قصد الفرنج. فأقام بها أيّاما يسيرة، وعاد من القاهرة يريد دمشق في يوم الأحد ثالث صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة (١)، وتوفّي يوم الأربعاء سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بدمشق.

٢٨٢٥ - شمس الدين ابن سكّر الحنفيّ [٧١٩ - ٨٠١] (٢)

محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن عبد الكافي بن عيسى بن الحسين بن الحسن بن يوسف بن أنس بن عبد الله بن سعد [ ... ]

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، شمس الدين، أبو عبد الله، البكريّ، المعروف بابن سكّر- بضمّ السين المهملة وتشديد الكاف وفتحها ثمّ راء مهملة، وهو لقب جدّ جدّه (٣) - الفقيه الحنفيّ، المقرئ، المحدّث، المصريّ، دارا ومنشأ، المكّيّ وفاة.

ولد بالقاهرة في أخريات شهر ربيع الأوّل سنة تسع عشرة وسبعمائة، وطلب بنفسه من سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. سمع من [مسند نصر شرف الدين يحيى بن يوسف المعروف بابن المصري، الأربعين لابن أسلم الطوسيّ، ومجلسي السلميّ وابن بالويه، كلاهما عن ابن رواج، ومن أوّل مشيخة ابن الجمّيزى. وسمع على الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز الأيّوبيّ سداسيّات الرازيّ والتوكّل لابن أبي الدنيا والسلماسيّات (للسلفيّ)، كلاهما عن محمد بن عبد الهادي عن السلفيّ وعلى] (٤) عدّة من أصحاب النجيب وابن عبد الدائم. وأخذ القراءات عن أثير الدين أبي حيّان وروى عنه كثيرا. وقرأ أيضا على شمس الدين محمد بن محمد بن السراج. وأجاز له من دمشق أبو بكر ابن الرضيّ، والحافظ أبو الحجّاج يوسف المزّيّ، والحافظ علم الدين البرزاليّ، وجماعة.

تفقّه على مذهب أبي حنيفة.

وسافر إلى مكّة في شوّال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وأقام بها حتى مات في يوم الأربعاء خامس عشرين صفر سنة إحدى وثمانمائة بعد ما رحل إلى اليمن. وكتب بخطّه كثيرا خطّا رديئا، وتنازل بالسماع حتى سمع على من دونه لمحبّته في الرواية. وكان يطوف في الموسم على الحاجّ ويسأل عن أهل العلم ليروي عنهم فصار عنده


(١) وستّمائة في المخطوط.
(٢) الضوء اللامع ٩/ ١٩ (٥٥)، غاية النهاية ٢/ ٢٠٧ (٣٢٧٥)، شذرات ٧/ ١١، الدليل الشافي ٦٦٠ (٢٢٦٧). درر العقود رقم ٩٢٠.
(٣) قال السخاوي: وهو لقب عليّ الثاني من آبائه.
(٤) في الكلام نقص، والإكمال من درر العقود ج ٣ ص ٤٣ - ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>