إبراهيم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عبّاد بن محرث بن الأشدّ بن سعد بن الحرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وقيل: الأغلب بن سالم بن عقال بن محرث بن خفاجة.
وقيل: الأغلب بن سالم بن عقال بن عبد الله بن محرث بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو [ ... ] التّميميّ.
كان ممّن قام مع أبي مسلم الخراساني بخراسان. ثم سار إلى إفريقيّة مع محمد بن الأشعث الخزاعيّ أمير مصر في سنة ثلاث وأربعين ومائة. فلمّا بلغ المنصور خروج محمد بن الأشعث من إفريقيّة بعث إلى الأغلب بولاية إفريقيّة في ربيع الأوّل سنة ثمان وأربعين ومائة بعد مفارقة محمد بن الأشعث إفريقيّة ومسيره عنها إلى العراق. وأقام المضريّة بعده على إفريقيّة عيسى بن موسى الخراسانيّ فبقي أميرا ثلاثة أشهر.
فلمّا أتاه العهد، قدم القيروان في جمادى الآخرة. وأخرج جماعة من قوّاد المضريّة فسكن الناس. وخرج عليه جمع من البربر فسار إليهم فانهزموا من غير قتال. وسار يريد طنجة، فكره الجند مسيره وتسلّلوا عنه إلى القيروان حتى بقي في جمع قليل. فكاتب الحسن بن حرب الكنديّ الجند، وهو بتونس يدعوهم إلى الفتنة فأجابوه.
فسار إلى القيروان وملكها من غير مانع. فبلغ ذلك الأغلب فعاد مجدّا. ثم خاف لقلّة من معه فعدل إلى قابس وجمع الناس وسار. فاقتتل هو والحسن قتالا كبيرا انهزم معه الحسن، وقتل كثير من أصحابه، ومضى إلى تونس في جمادى الآخرة سنة خمسين ومائة.
ودخل الأغلب القيروان، فجمع الحسن جمعا عظيما وقصد الأغلب. فخرج إليه من القيروان وقاتله، فأصاب الأغلب سهم فقتله في شعبان سنة خمسين ومائة.
وهو والد إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقيّة.
وكانت لبني الأغلب بإفريقيّة رئاسة عظيمة كانت مدّتهم فيها مائة سنة واثنتي عشرة سنة وأشهرا.
٨٠٠ - أفتكين التركيّ [- ٤٨٨] (١)
[٢٠١ أ] أفتكين الأمير ناصر الدولة التركيّ، أحد غلمان أمير الجيوش بدر الجمالي.
[٢٠٩ أ] ترقّى في خدمه إلى أن ولّاه الإسكندريّة. فلمّا مات أمير الجيوش وقام من بعده بسلطنة مصر ابنه الأفضل شاهنشاه، استوحش منه أفتكين. واتّفق فرار الأمير أبي المنصور نزار ابن المستنصر بعد موت أبيه، خوفا من الأفضل، فصار إلى الإسكندريّة. فقام أفتكين بأمره وبايع له وجمع عليه الناس، وقاتل الأفضل ابن أمير الجيوش، إلى أن كانت الغلبة للأفضل، فقبضه وحمله معه إلى القاهرة على بغلة، وسجنه مدّة.
ثم تذكّره في بعض الأيام فأحضره إليه وفاجأه بكلام قبيح وسبّه، فقال له: ما بعد الموت شيء ينتظر، وما يؤمّنك أن أقول في حقّك ما تفزع به ما دمت حيّا.
فقال: إلى هذا الحدّ؟
[فأمر] بالقباقيب فضرب بها من أيدي الجواري حتى مات.
(١) الإشارة ٥٩؛ النجوم ٥/ ١٤٤؛ والمقريزي يكتب نصر عوض ناصر، مثل الحرث والحارث.