للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم عمل أمير جاندار بعد نفي بكتمر الجوكندار في نصف المحرّم سنة سبع وسبعمائة.

فلمّا تسلطن بيبرس الجاشنكير اختصّ به إلى أن فرّ في سادس عشر رمضان سنة تسع وسبعمائة [ف] خرج معه إلى إطفيح وسار إلى إخميم. ثم تركه وعاد إلى القاهرة، وقد استقرّ الملك الناصر بالقلعة، فأكرمه وخلع عليه.

ثم قبضه بعد قليل وعمل بيبرس الأحمديّ أمير جاندار عوضه، وبعث الفتّاح وسجنه بالإسكندريّة إلى أن مات جوعا وعطشا في [ ... ] سنة عشر وسبعمائة بعد ما أقام أحد عشر يوما لا يأكل ولا يشرب.

واتّفق في الليلة التي مات فيها [أنّه] شوهدت طيور بيض حائمة على مكانه. فلمّا [٢٥٩ ب] دفن أقامت تلك الطيور تعتاد قبره أيّاما.

وكان شجاعا كريما خيّرا، له مال كثير ومهابة زائدة، وملك عدّة مماليك كثيرة.

وقال فيه [ ... ]:

يا أيّها الفتّاح قد غلقت ... في وجهك أبواب سعير الجحيم

هذا جزاء كلّ جبان أبى ... لو متّ بالسيف موت الكريم (١)

٩٤٥ - بكتوت القرماني [- ٧٤٩] (٢)

[٢٨٢ ب] بكتوت القرماني، الأمير بدر الدين.

ترقّى في الخدم إلى أن ولي شدّ الدواوين

بدمشق، عوضا عن طوغان نائب البيرة في ثاني شهر رمضان سنة إحدى عشرة وسبعمائة. وسار مع الأمير جمال الدين آقوش الأشرفيّ المعروف بنائب الكرك من القاهرة في أخريات ذي الحجّة، وعلى يده مسموح بما قرّره كراي نائب الشام.

فقدم دمشق في رابع عشره. واستقرّ إلى أن عزل بفخر الدين إياز الشمسيّ في أوائل سنة ثلاث عشرة، ونقل إلى نيابة الرحبة عوضا عن بدر الدين [موسى] (٣) الأزكشيّ.

ثم نقل إلى نيابة حمص بعد أرقطاي في سنة ثماني عشرة. وعزل في صفر سنة تسع عشرة بالأمير بهادر البدريّ، ونقل إلى إمرة بدمشق.

فبعثه الأمير تنكز نائب الشام إلى سيس في سنة أربع وعشرين لإحضار حملها (٤) فأحضر. ثم أراده أن يتوجّه إليه في سنة ستّ وعشرين فامتنع عليه.

فأخذ سيفه وسجنه بالمدرسة العذراويّة، وكتب بذلك إلى السلطان. فأجابه بأن يحمله إلى قلعة دمشق مقيّدا ويسجنه بها، وينعم بإمرته على الأمير شهاب الدين قرطاي الصلاحيّ نائب طرابلس.

فسجن بها قليلا.

ثمّ أخرج مقيّدا ونكل به وحمل على البريد مقيّدا إلى القاهرة. وسفّر إلى الإسكندريّة هو والأمير [بكتمر] الأبوبكريّ، وسنجر الجاوليّ فسجنوا بها (٥).

ثم أفرج عن بكتوت بعد سبع سنين وأشهر في صفر سنة أربع وثلاثين، وخلع عليه وصار من جملة أمراء الطبلخاناه، ورسم بجلوسه في مجلس الملك الناصر محمد، هو وأمير غانم، والأمير


(١) لم نهتد إلى قراءة صالحة لهذين البيتين.
(٢) النجوم ١٠/ ٢٣٧، وهو فيها: سيف الدين- وبدر الدين في السلوك ٢/ ٧٩٣؛ الدرر ١/ ١٣١٧؛ أعيان ١/ ٧١٦ (٤١٢).
(٣) الزيادة من السلوك ٢/ ١٢٣.
(٤) حملها: الجزية المفروضة عليهم.
(٥) في شعبان ٧٢٦؛ السلوك ٢/ ٢٦٤، ولم يسمّ البوبكريّ.
وقد مرّت ترجمة بكتمر البوبكري برقم ٩٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>