للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الربيع: اشتريت للشافعيّ طيبا بدينار، فقال: ممّن اشتريت؟

قلت: من ذاك الأشقر.

فقال: أشقر أزرق! ردّه! ما جاءني خير قطّ من أشقر!

وعن حرملة: سمعت الشافعيّ يقول: احذر الأعرج، والأحول، والأعور، والأحدب، والأشقر، والكوسج (١)، وكلّ من به عاهة في بدنه، وكلّ ناقص الخلق فأحذره، فإنّه صاحب التواء، ومعاملته عسيرة.

وقال مرّة: فإنّهم أصحاب خبّ (٢).

*** وقال الربيع: كنت عند الشافعيّ وأنا والمزنيّ وأبو يعقوب البويطيّ، فنظر إلينا وقال للمزنيّ:

هذا لو ناظر الشيطان لقطعه وخذله. وقال للبويطيّ: أنت تموت في الحديد. (قال الربيع: ) فدخلت على البويطيّ أيّام المحنة فرأيته مقيّدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى عنقه.

*** قال الربيع: كنت في الحلقة إذ جاءه- يعني الشافعيّ- رجل فسأله عن مسألة، فقال له الشافعيّ: أنت نسّاخ!

قال: عندي أجزاء.

*** (قال: ) وجاز أخي في صحن المسجد. فقال لي الشافعيّ: يا ربيع، أتريد أخاك؟ - ولم يكن رآه قطّ.

قلت: نعم، أيّدك الله.

قال: هو ذاك.

فكان أخي.

[أقوال للشافعيّ مأثورة]

وقال ابن أخي ابن وهب: ما رأيت محدّثا ولا فقيها أكثر حفظا للحكايات والأسمار من الشافعيّ.

قال المزنيّ: سمعت الشافعيّ يقول: من لا يحبّ العلم فلا خير فيه، ولا يكون بينك وبينه معرفة ولا صداقة.

وقال: تعلّموا ممّن هو أعلم منكم، وعلّموا من أنتم أعلم منه، فإذا فعلتم ذلك علمتم ما جهلتم وحفظتم ما علمتم.

وقال الأصمعيّ: سمعت الشافعيّ يقول: أصل العلم التثبّت، وثمرته السلامة. وأصل الورع القناعة، وثمرته الراحة. وأصل الصبر الحزم، وثمرته الظفر. وأصل العمل التوفيق، وثمرته النجاح. وغاية كلّ أمر الصدق.

وقال: الطبع أرض، والعلم بذر، ولا يكون العلم إلّا بالطلب، فإذا كان الطبع قابلا أزكى ربع العلم، وتفرّعت مغانيه.

وقال: العاقل يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت فيما يعلم، ويتعلّم ما لا يعلم. والجاهل يغضب من التعليم ويأنف من التعلّم.

وقال الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: من قرأ القرآن عظمت قيمته. ومن تفقّه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجّته ... (٣).


(١) الكوسج: هو القليل شعر العارضين، تنبت اللحية على ذقنه فقط.
(٢) الخبّ بالفتح والكسر: الخداع والتغرير والنفاق.
(٣) هكذا تنتهي الترجمة بغتة، وعبارة «حجّته» تعليقة في أسفل اللوحة تبشّر بالبقيّة، ولكنّ اللوحة الموالية فيها ترجمة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>