للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالله يا ذاك اللمى متروّيا ... كرّر عليّ حديث جيران النّقا

وقال [الخفيف]:

لي غزال يغزو الورى بجفون ... كلّ يوم سيوفها مشهورة

عجبا من لحاظها كيف حتى ... هزمتنا مع أنّها مكسورة

وقال [الكامل]:

شكرا لنسمة أرضهم ... كم بلّغت عنّي تحيّة

كم قد أطالت بل أطا ... بت في رسائلنا الخفيّة

لا غرو إن حفظت أحا ... ديث الهوى فهي الذكيّة

١٥٣٧ - عبد الله بن عبد الملك بن مروان [٦٠ - بعد ٩٠] (١) [أمير مصر]

[٢٣١ أ] عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشيّ، الأمويّ، أبو [عمر] (٢)، أحد أمراء مصر.

[مؤازرته الحجّاج على ابن الأشعث]

بعثه أبوه أمير المؤمنين أبو الوليد عبد الملك بن مروان من دمشق إلى العراق في سنة اثنتين وثمانين، وقد خلعه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس وغلب على الكوفة وقاتل الحجّاج بن يوسف قتالا شديدا، وبعث معه أخاه

محمد بن مروان في جند كثيف ليعرضا على أهل العراق عزل الحجّاج عنهم، وأن يجري عليهم أعطياتهم كما تجرى على أهل الشام، وأن ينزل عبد الرحمن بن محمد أيّ بلد شاء من العراق، فإذا نزل كان واليا عليه ما دام حيّا وعبد الملك خليفة، فإن أجاب أهل العراق إلى ذلك عزلا الحجّاج عنهم، وصار محمد بن مروان أمير العراق. وإن أبى أهل العراق ذلك فالحجّاج أمير الجماعة ووالي القتال، ومحمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك في طاعته.

فقدما على الحجّاج، وخرج عبد الله بن عبد الملك فقال: يا أهل العراق، أنا ابن أمير المؤمنين وهو يعطيكم كذا وكذا.

وخرج محمد بن مروان وقال: أنا رسول أمير المؤمنين، وهو يعرض عليكم كذا وكذا.

فلم يرضوا بذلك، وأعادوا خلع عبد الملك خلعا ثانيا. فقال عبد الله ومحمد للحجّاج: شأنك وعسكرك وجندك! واعمل برأيك، فقد أمرنا باتّباعك، وأن نسمع لك ونطيع.

فكانا يسلّمان عليه بالإمرة ويسلّم عليهما بالإمرة. وشهدا وقعة دير الجماجم. فلمّا انهزم ابن الأشعث عاد عبد الله إلى الشام وغزا الروم سنة ثلاث وثمانين وفتح طرندة (١*) وأسكن فيها عدّة من المسلمين. ثمّ غزا سنة أربع وثمانين ففتح المصيصة وبنى حصنها ووضع فيها ثلاثمائة مقاتل من ذوي البأس، فكان أوّل من أنزل فيها المسلمين. وبنى أيضا مسجدها.


(١) الكندي، ٥٨. الوافي، ١٧/ ٣٠٠ (٢٥٤) - الطبريّ، ٦/ ٣٤٧.
(٢) الزيادة من الكندي.
المقفى ج ٤* م ١١
(١*) طرندة قرب ملطية. «وكان عبد الله بن عبد الملك قد أسكنها المسلمين بعد أن غزاها سنة ٨٠، وملطية يومئذ خراب (الكامل، سنة ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>