للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعنه، قال: ذكرت بالحفظ، وأنا ابن ثماني عشرة سنة.

ومات في شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين.

وغسّله محمد بن عاصم الثقفيّ.

٥٥٠ - ابن فرح صاحب غرامي صحيح [٦٢٥ - ٦٩٩] (١)

أحمد بن الفرح- بالفاء والحاء المهملة- بن أحمد بن محمد، شهاب الدين، أبو العبّاس، اللخميّ، الإشبيليّ، الشافعيّ.

ولد سنة خمس وعشرين وستّمائة. وأسره الفرنج سنة ستّ وأربعين، فأقام عندهم مدّة وتخلّص.

فقدم مصر بعد سنة خمسين وستّمائة. وتفقّه على شيخ الإسلام عزّ الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام. وسمع الحديث على شيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاريّ الحمويّ، والمعين أحمد بن زين الدين وإسماعيل بن عزّون (٢)، والنجيب ابن الصيقل، وابن علّاق.

وسار إلى دمشق فسمع على ابن عبد الدائم وجماعة، وعني بالحديث وأتقن ألفاظه وعرف رواته وفهم معانيه، وصار إماما حافظا. وتصدّى للإفادة بالجامع الأمويّ في كلّ يوم. ولازمه الحافظ شمس الدين محمد بن عثمان الذهبيّ وسمع عليه واستفاد منه كثيرا وروى عنه (٣).

وعرضت عليه مشيخة دار الحديث النوريّة فلم

يقبل. وكان بزيّ الصوفيّة مع ورع وصيانة، إلى أن مات في تاسع جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستّمائة.

وله شعر، ومنه قصيدته التي في مصطلح أهل الحديث، وهي [الطويل]:

غرامي صحيح، والرجا فيك معضل ... وحزني ودمعي مرسل ومسلسل

وصبري عنكم يشهد العقل أنّه ... ضعيف ومتروك، وذلّي أجمل

ولا حسن إلّا سماع حديثكم ... مشافهة يملى عليّ فأنقل

وأمري موقوف عليك وليس لي ... على أحد إلّا عليك معوّل

ولو كان مرفوعا إليك، لكنت لي ... على رغم عذّالي تحنّ وتعدل

وعذل عذولي منكر لا أسيغه ... وزور وتدليس يردّ ويهمل

أقضّي زماني فيك متّصل الأسى ... ومنقطعا عمّا به أتوصّل

وها أنا في أكفان هجرك مدرج ... تكلّفني ما لا أطيق فأحمل

وأجريت دمعي بالدّماء مدبّجا ... وما هي إلّا مهجتي تتحلّل

فمتّفق جفني وسهدي وعبرتي ... ومفترق صبري وقلبي المبلبل

ومؤتلف شجوي ووجدي ولوعتي ... ومختلف حظّي وما منك آمل

خذ الوجد عنّي مسندا ومعنعنا ... فغيري بموضوع الهوى يتحيّل

وذي نبذ من مبهم الحبّ فاعتبر ... وغامضه إن رمت شرحا أطوّل


(١) الوافي ٧/ ٢٨٦ (٣٢٦٦) - وأعيان العصر ١/ ٣٠٩ (١٥٩) - التذكرة ١٤٨٦، الشذرات ٥/ ٤٤٣، دائرة المعارف ٣/ ٧٨٦ - السبكي ٨/ ٢٦ (١٠٥٢) - نفح الطيب ٢/ ٥٢٨ (٢١٢) - درّة الحجال لابن القاضي ١/ ٣٦ (٤١).
(٢) ابن عزوز بزا، ين في النفع، والإصلاح من أعيان العصر.
(٣) وأثبته في معجم شيوخه ٦٤ (٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>