للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان لا بدّ لك من أن تبقى جويريّة.

فقال: ما أحبّ أن أصير ضرّة لعائشة (رضي الله عنها).

وأتاه يوما غلام بفرخ وقال: انظر هذا الفرخ، ما أشبهه بأمّه!

فقال: أمّه ذكر أو أنثى؟

وبنى ابنه دارا وأتقنها، ثمّ أدخله إليها ليراها وقال: انظر يا أبه هل ترى فيها عيبا؟

فطاف بها، ودخل المستراح فاستحسنه ثمّ قال:

فيه عيب: وهو أنّ بابه ضيّق لا تدخل منه المائدة.

وكتب إلى وكيله أن يحمل له مائة منّ قطنا.

فحملها إليه فلمّا حلجها استقلّها وكتب إليه: إنّ هذا لم يجئ منه إلّا الربع. فلا تزرع بعدها قطنا إلّا بغير حبّ، ويكون محلوجا أيضا.

وقال يوما لصديقه: وحياتك الذي لا إلا إلّا هو!

وتردّد إلى بعض النحاة ليصلح لسانه، فقال له بعد مدّة: الفرس بالسين أو بالصين؟

وقال: قمت البارحة إلى المستراح وقد طفئ القنديل، فما زلت أتلمّظ المقعدة حتى وجدتها.

وانشقّ له كنيف فقال لغلامه: بادر أحضر من يصلحه لنتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا.

وطلب يوما من البستانيّ الذي له، بصلا بخلّ، فأحضر إليه بصلا، فقال له: لأيّ شيء ما تزرعه بخلّ؟

[١٢٤٤ - أبو القاسم بن بشر الكاتب [- بعد ٣٥٧]]

الحسين بن عليّ بن بشر، أبو القاسم، الكاتب [ ... ].

... ومن شعره، وقد سمع قوما يذمّون كافور الإخشيديّ بعد موته، وكان يحسن إلى جميعهم، فقال، وعرّض ببخل الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل ابن الفرات [الوافر]:

لقد كفرت صنائعك اللواتي ... عممن فما خصصت بها شكورا

وما خلّفت يا كافور منهم ... لما أوليته إلّا كفورا

ألا قل للّذين رموك ظلما ... ببخل: قلتم كذبا وزورا

يسير البرّ كان كما ذكرتم ... فهاتوا غيره يعطي اليسيرا

سيذكر فعله العافي فيبكي ... إذا استجدى أبا الفضل الوزيرا ٥

١٢٤٥ - القاضي سديد الدين المهلّبيّ [- ٦١٨] (١)

حسين بن عبد الوهّاب بن حسن بن بركات بن علي بن المهلّب، البهنسيّ، القاضي سديد الدين، أبو عليّ، ابن السديد أبي القاسم، الحلبيّ.

سمع من أبي الحسين [محمد بن أحمد] بن خير [البلنسيّ]، وتفقّه، ودرّس، وناب في الحكم عن العماد ابن السكريّ (٢)، ثمّ ترك. وكان وقورا ورعا نزها فاضلا صالحا له شهرة.

ومات في أوّل شعبان سنة ثماني عشرة وستّمائة.


(١) التكملة ٣/ ٥٣ (١٨٢٥) والزيادات منها.
(٢) في التكملة: ابن السكّري هو عبد الرحمن بن عليّ العسقلانيّ (ت ٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>