للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت: كلّا! قد كلّمت رجلا لا والله ما رأيت في كفّي (١) رجلا قطّ أميز منه. وعسى أن يقع كلامي عنده بموقعه.

فلمّا كان الغد حضرنا فخرج الحاجب، فقال:

يحيى بن طلحة! فدخلت، فقال: الحجّاج! فدخل. فوقف بين السماطين، فقال عبد الملك:

مكانك يا أبا محمد! أحسبك ظننت أخاك عاب عليك بغير ما أنت عليه. ما قال فيك إلّا ما تعرف.

وهذا عهدك على العراق، فاخرج إليه فهو خير لك من الحجاز.

فلمّا خرجت إذا أنا بالحجّاج واقف [ا] فعانقني، وقال: انظر حوائجك بالعراق!

[أزواج الحجّاج]

وتزوّج الحجّاج في عمله على العراق نساء من قريش وغيرهم من العرب، منهم:

أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

وأمّ الجلاس بنت سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وبنت أبي بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطّاب،

وأمّ البنين بنت المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام،

وأمّ سلمة بنت عبد الرحمن بن عمرو بن سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤيّ،

وهند بنت أسماء بن خارجة،

وهند بنت المهلّب بن أبي صفرة،

وأمّ أبان بنت النعمان بن بشير بن سعد الأنصاريّ،

وأمّ قطن بنت قطن بن قبيصة الهلاليّة.

وكان صاحب عذاب الحجّاج معد بن عوف بن هلال بن شأس بن ربيعة بن محلّم بن سويط بن عبد بن معاوية بن شعرة بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد، [بن] ضبّة بن أدّ.

وكان مؤذّنه الجنبة بن طارق بن عمرو بن حوط بن سلمة بن حرمي بن رباح بن يربوع بن حنظلة.

وروي عن حوشب بن يزيد بن رويم عن أبيه أنّه دخل على المختار بن أبي عبيد يوما فسمعه يقول:

أنا الذي أتزوّج امرأة من ولد النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأكسر قصر الملك فأبتني بنقضه قصرا وأبتني مدينة داوردان.

(قال حوشب): فحدّثت بذلك الحجّاج فقال:

أخطأت استه الحفرة! أنا ذاك! (قال) فنقض الحجّاج قصر النعمان بالحيرة وبنى به قصره في جبّانة الكوفة، وبنى مدينة واسط، وهي أوّل مدينة بنيت في الإسلام، وتزوّج أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر.

فكتب عبد العزيز بن مروان إلى عبد الملك:

إنّه بلغني أنّ الحجّاج بن يوسف تزوّج بنت عبد الله بن جعفر، وإنّه إنّما يفعل هذا بنساء قريش أنت. وقد كان للحجّاج مناكح في العرب مثلها فماأقنعه وأرضاه دون أن يتناول نساء قريش، ثمّ قد كان له في نساء قريش دون أن يتناول امرأة ولدها رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

فأرسل عبد الملك بالكتاب إلى الحجّاج، فلمّا قرأه قال: وا عجبا لابن زوجة الأنماريّ! ينكر أن أتزوّج امرأة من قريش، وقد جاز العقبة إلينا منهنّ سبعون امرأة. والله لأتزوجنّ امرأة هي أغيظ له وأقرب إليه منها!

فتزوّج ابنة سعيد بن عبد الرحمن، فسكت عبد العزيز على مضض.


(١) في المخطوط: ما وريت في كفّي رجلا، ولم نفهم:
كفّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>