للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن السمعانيّ: قرأ أبو علي بالأمصار، وسافر في طلب القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر، ورحل الناس إليه من الأقطار.

١٢١٠ - الوزير ابن أبي كدينة [- ٤٦٦] (١)

الحسن بن مجلّي بن أسد بن أبي كدينة [المراديّ]، الوزير الأجلّ الأوحد، جلال الإسلام، ظهير الإمام، قاضي القضاة، وداعي الدعاة، شرف المجد، خليل أمير المؤمنين وخالصته، أبو محمد، ابن القاضي ثقة الدولة وسنائها.

كان سيّئ الخلق قاسي القلب. ويقال إنّه من ولد عبد الرحمن بن ملجم. تردّد في الوزارة والقضاء، فولي الوزارة خمس دفعات، أوّلها بعد صرف أبي غالب عبد الظاهر بن الفضل في سابع عشرين شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة.

وأضيف إليه القضاء عوضا عن عبد الحاكم بن وهيب (٢). وقبض عليه في خامس ذي الحجّة منها. ثمّ أعيد إلى القضاء فقط بعد جلال الملك أحمد بن عبد الكريم في ثالث عشرين المحرّم سنة ستّ وخمسين. وصرف عنه بأبي غالب عبد الظاهر في تاسع عشر ربيع الآخر منها.

وصرف عنهما في رابع ذي الحجّة، ثمّ أعيد إليهما بعد فخر الملك أبي شجاع محمد ابن الأشرف أبي غالب محمد بن علي بن خلف في حادي عشرين

المحرّم سنة سبع وخمسين. فبقي أربعة أيّام وصرف عنهما في سادس عشرينه. فولي فخر الملك الوزارة، وولي جلال الملك أحمد القضاء.

ثمّ أعيد في النصف من جمادى الآخرة إلى الوزارة والقضاء، وصرف عنهما في نصف رجب. ثمّ أعيد وصرف في سادس عشرين صفر سنة ثمان وخمسين بجلال الملك. [ثمّ أعيد] إلى القضاء في يوم الثلاثاء ثامن المحرّم سنة تسع وخمسين وصرف بأبي القاسم عبد الحاكم بن وهيب. ثمّ أعيد في سابع جمادى الآخرة. ثمّ صرف بعبد الحاكم في ثالث عشرينه. وأعيد في ربيع الأوّل سنة ستّين إلى القضاء والوزارة معا، وصرف في جمادى الأولى. ثمّ أعيد يوم عيد النحر، وصرف عن القضاء بعبد الحاكم بن وهيب في ثالث عشرين صفر سنة إحدى وستّين. ثمّ ولي الوزارة والقضاء جميعا بعد خطير الملك محمد بن الحسن بن علي اليازوريّ في شوّال. وصرف عن القضاء في ذي القعدة بعبد الحاكم بن وهيب، ثمّ ولي في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستّين الوزارة والقضاء والدعوة.

فلمّا قدم أمير الجيوش بدر الجمالي إلى القاهرة واستولى على أمور الدولة وقتل رجالها، بعث بابن أبي كدينة إلى دمياط وقتله بها. ولمّا دخل عليه السيّاف ليضرب عنقه، كان السيف كليلا، فضربه به عدّة ضربات، يقال إنّها إحدى عشرة ضربة وهي عدّة ولاياته (٣). وذلك في جمادى الآخرة سنة ستّ وستّين [وأربعمائة] (٤).


(١) الإشارة ٥١ أو ٨٩: ابن ميسّر (ماسي) ٢٣.
(٢) أبو القاسم عبد الحاكم بن وهيب، وهو غير أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم الذي تولّى أيضا الوزارة (الإشارة ٥٠، ابن ميسّر ١٤)، والآتي بعد قليل بلقب جلال الملك.
(٣) الحساب في هذه الرواية المملّة مختلّ: فالوزارات ثماني لا خمس، والولايات عشر فقط. وعند ابن ميسّر ٢٣ عدد الضربات سبع، مثل عدد الوزارات. أمّا الولايات فأربع عشرة. ولعلّ التدقيق المفرط من المقريزي وسالفه يفسّر بميلهما إلى ما يسمّى غريب الاتّفاق.
(٤) في المخطوط: وخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>