١٤٧٢ - أبو القاسم القزوينيّ [- ٣١٥] (١)
[٥٨ أ] عبد الله بن محمد بن جعفر، أبو القاسم، القزوينيّ، الفقيه الشافعيّ.
ولي قضاء دمشق نيابة عن محمد بن العبّاس الجمحيّ. وولي قضاء الرملة. وسكن مصر.
وحدّث عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عوف، وأبي حفص عمر بن مقلاص، ومحمد بن إسحاق الصاغانيّ، وإبراهيم بن سليمان بن حيّان، والربيع بن سليمان، ومحمد بن اصبغ بن الفرج.
وروى عنه أبو بكر المقرئ، وعبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ، عرف بابن السقّاء الواسطيّ، والجيش بن حبيب، وأبو دفافة أسلم بن محمد بن سلامة العثمانيّ، وأبو الحسن عبد الرءوف بن الحسن الدمشقيّ، وأبو الحسين الرازيّ، وأبو القاسم ابن أبي العقب، وأبو الطيّب أحمد بن عديّ، وأبو الحسين بن المظفّر الحافظ، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ.
قال ابن يونس: كان فقيها على مذهب الشافعيّ. وكانت له حلقة بمصر.
وكان قد تولّى قضاء الرملة، فكان محمودا فيما يتولّى. وكان يظهر عبادة وورعا. وكان قد ثقل سمعه شديدا. وكان يفهم الحديث ويحفظ. وكانله مجلس إملاء في داره. وكان يجتمع إليه حفّاظ الحديث وذوو الأسنان منهم. وكان مجلسه وقورا ويجتمع فيه جمع كبير. فخلط في آخر عمره ووضع أحاديث على متون محفوظة معروفة، وزاد في نسخ معروفة مشهورة فافتضح وحرّقت الكتب
في وجهه وسقط عند الناس وترك مجلسه، فلم يكن يجيء إليه كبير أحد. وتوفّي بعد ذلك بيسير.
وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: سمعت عليّ بن زريق بن إسماعيل يقول: آخذ ما أخذ على عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينيّ روايته عن أبي قرّة عن سعيد بن تليد عن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا قرب العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء». وأخذ [٥٨ ب] عليه أنّه كان إذا حدّث يقول لأبي جعفر ابن البرقيّ في حديث بعد حديث: كتبت هذا عن أحد؟
فكان ذاك يقول له: نعم كتبته عن فلان وفلان.
فلمّا كثر هذا منه قال له القزويني: ما مثلي ومثلك إلّا كشاعر جاء إلى رجل فمدحه بقصيدة.
فلمّا فرغ منها وانتظر الجائزة قال له: هذه قصيدة مقولة. فحلف ذلك أنّه ما قالها إلّا هو وأنّه سهر فيها حتى نظمها، فقال له الممدوح: أنا أنشدك إيّاها حتى تعلم أنّها مقولة، فأنشده إيّاها.
فأنكر الناس هذا على القزوينيّ مع ما أنكروا عليه واتّهموه بأنّه يفتعل الأحاديث وأنّها ليست عند أحد. ووقّع له البرقيّ: هذا يدّعيها كعادته الكذب.
قال عبد الغني: وسمعت أبا الحقّ إبراهيم بن محمد الرغني العدل يقول: قدم علينا ابن مظفّر، وكان رجلا أحول أشجّ فحضر عند القزوينيّ فقال له: إنّ هذا الذي تمليه علينا هو عندنا كثير بالعراق- يريد حديث مصر. فكان ذلك مبتدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحرث، فكان منه الذي كان من نكير الناس عليه أحاديث أملاها من حديث عمرو.
وقال أبو عبد الله الحافظ: سألت أبا الحسن
(١) الوافي، ١٧/ ٤٧٧ (٣٩٩) - السبكيّ، ٣/ ٣٢٠ (٢٠٤) - الإسنويّ، ٢/ ٢٩٦ (٩١٥) - النجوم ٣/ ٢١٩.