للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ركابه بضرب الناس وطردهم من طريقه، ويكون الرجل الجليل قد وقف على بابه طول الليل إمّا من أوّله أو من نصفه بغلمانه ودوابّه فيطرد عنه ولا يراه، ومع ذلك لا يجد سبيلا إلى الانقطاع خوفا من الهلاك وسلب المال واستئصال الأهل والأولاد، فيعود من الغد والحال كذلك أبدا.

وكان له بوّاب يأخذ من الناس المال الكثير، ومع الأخذ فإنّه يهينهم إهانة مفرطة. وكان عليه [للصاحب] في كلّ يوم خمسة دنانير عن ثمن فقّاع (١) ديناران وعن ثمن حلوى ثلاثة دنانير، وعليه مع هذا نفقات الغلمان وكسوتهم، وأفضل بعد ذلك مالا صار له منه عدّة ضياع وأملاك.

ولمّا مات الصاحب أوقع السلطان الحوطة على سائر موجوده وقبض على أولاده تاج الدين يوسف، وعزّ الدين محمد، و [ ... ] وسجنهم.

ولمّا عزل الملك العادل صفيّ الدين بن شكر قال مظفّر الأعمى [الخفيف]:

أين حجّابك المطيفون بالبغ ... لة والرافعون فضل الثياب؟

ردّك العزل كالنداء على الما ... ء بلا حاجب ولا بوّاب

١٥٤٦ - عبد الله بن عليّ العبّاسيّ [- ١٤٧] (٢) (أبو محمد الشمّاخ)

[٢٣٩ أ] عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ابن عبد المطّلب بن هاشم، أبو محمد الأصغر، وبعضهم يسمّيه الشمّاخ، ابن أبي محمد السجّاد، ابن

أبي العبّاس حبر الأمّة وترجمان القرآن، ابن أبي الفضل عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، القرشيّ، الهاشميّ، العبّاسي.

ولد [ ... ].

[قتاله لمروان الجعديّ]

ولّاه أبو العبّاس عبد الله بن محمد السفّاح محاربة مروان. وذلك أنّه كان ممّن سار من الحميمة واختفى بالكوفة مع أبي العبّاس. فلمّا بويع أبو العبّاس بالخلافة ندب أهل بيته إلى قتال مروان بن محمد الجعديّ، فلم ينتدب له إلّا عبد الله بن علي هذا، فوجّهه لحربه وضمّ إليه وجوه قوّاد خراسان. فلقي مروان بالزاب نحو الموصل، ومروان في مائة ألف فقاتله وهزمه وقتل من أصحابه خلقا كثيرا، وغرق في الزاب أكثر ممّن قتل. ومضى مروان إلى حرّان ثمّ إلى دمشق، ومضى منها إلى مصر، وخلّف بدمشق الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك بن مروان، فحصره عبد الله بن عليّ واقتحمها وقتل الوليد بن معاوية- وقيل بل بعث به إلى أبي العبّاس فقتله وصلبه بالحيرة. ومكث الناس يقتلون بمدينة دمشق عدّة ساعات، وهدم عبد الله سور المدينة.

ثم توجّه إلى فلسطين، وصار إلى نهر أبي فطرس (١*)، ووجّه أخاه صالح بن علي إلى مصر في طلب مروان، وعلى مقدّمته عامر [٢٣٩ ب] بن إسماعيل بن نافع أحد بني مسلية فقتل مروان ببوصير كما ذكر في ترجمته من هذا الكتاب (٢*).

ويقال إنّ أبا العبّاس كتب إلى عبد الله بن عليّ يأمره بتوجيه صالح إلى مصر. وبعث صالح برأس مروان إلى عبد الله فأنفذه إلى أبي العبّاس وهو


(١) الفقّاع: شراب من الشعير. وهذه المكوس مضروبة على البوّاب.
(٢) مروج الذهب ٢٢٩٨ - الوافي ١٧/ ٣٢١ (٢٧٥). تاريخ بغداد ١٠/ ٨ (٢١١٨).
(١*) نهر أبي فطرس أو منزلة الطواحين: ياقوت ٥/ ٣١٥.
وانظر فيما مضى ج ٣/ ٤٦٣.
(٢*) ترجمة مروان بن محمد مفقودة. وعند الطبريّ، ٧/ ٤٤٢ أنّ قاتل مروان هو عامر بن إسماعيل الحارثيّ من بني مسلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>