للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قباب بالثياب الديباج والمناطق والفرش، منها تسعة بديباج مثقل.

وتسع نوق مجنوبة مزيّنة بمثقل،

وثلاثة وثلاثون بغلا منها [٣٦٦ أ] سبعة مسرجة ملجمة،

ومائة وثلاثون بغلا للحمل،

وتسعون نجيبا،

وأربعة صناديق مشبكة [٣١١ أ] يرى ما فيها، وتحتوي على أواني ذهب وفضّة،

ومائة سيف محلّى بذهب وفضّة،

ودرجان من فضّة مخرّقة فيهما جوهر،

وشاشية مرصّعة في غلاف،

وتسعمائة ما بين سفط وتخت فيها سائر ما أعدّه من ذخائر مصر.

ولمّا خطب المعزّ يوم العيد كان جوهر معه على المنبر.

وخلع عليه في سابع شوّال [سنة ٣٦٢] خلعة مذهّبة وعمامة حمراء، وقلّده سيفا، وقاد بين يديه عشرين فرسا مسرجة ملجمة، وحمل بين يديه خمسين ألف دينار ومائتي ألف درهم وثمانين تخت ثياب. وكان إذا ركب المعزّ سار خلفه.

[[عزل جوهر]]

واستقرّ خليفة للمعزّ بديار مصر يحكم في القاهرة ومصر. ثمّ صرفه عن الخراج في سادس عشر المحرّم سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة (١)، فكانت مدّة تدبير أمور مصر أربع [سنين] وعشرين يوما ما صدر عنه فيما يخطّه توقيع ملحون.

وأقام بالقاهرة حتى مات المعزّ في ربيع الآخر سنة خمس وستّين [وثلاثمائة].

[[خروجه لمحاربة القرامطة بالشام]]

واستخلف بعده ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار، فانتدبه إلى الخروج إلى الشام وحمل إليه خزائن السلاح والأموال. وسار من القاهرة في عسكر لم يخرج إلى الشام قبله مثله، بلغت عدّتهم عشرين ألفا. فبلغ هفتكين الشرابيّ وهو على عكّا مسير جوهر، والقرامطة على الرملة، فولّت القرامطة منهزمين عجزا عن مقاومته، وسار هفتكين من عكّا إلى طبريّة، ونزل جوهر الرملة.

فدخل هفتكين إلى دمشق، وجوهر في إثره إلى أن نزل بين داريا وبين الشماسيّة ظاهر دمشق يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس وستّين وثلاثمائة، وحفر على عسكره خندقا عظيما وجعل له أبوابا وبنى البيوت من داخل الخندق، وكان قد انضمّ إليه ظالم بن مرهوب العقيليّ، فأنزله خارج الخندق. وجمع هفتكين الدعّار وحمّال السلاح من عوامّ دمشق، وقدّم عليهم قسّام النّسّاط الترّاب (٢)، وأجرى له الأرزاق وأخرجه إلى قتال جوهر، فاستمرّت الحرب بين جوهر وهفتكين من يوم عرفة، فجرى بينهم اثنتا عشرة وقعة إلى سلخ ذي الحجّة [سنة ٣٦٥]، ولم تزل الحرب إلى يوم الخميس حادي عشر ربيع الأوّل سنة ستّ وستّين وثلاثمائة، فانهزم هفتكين وعزم على الفرار إلى أنطاكية (٣). ثم ثبت عند ما بلغه قدوم الحسن بن أحمد القرمطي إليه، فاستظهر. وبلغ ذلك جوهرا


(١) في وفيات الأعيان، ترجمة المعزّ رقم ٧٢٧: عزل جوهر سنة ٣٦٤ لثلاث عشرة بقين من المحرّم، عزل عن النظر في سائر أمور مصر.
(٢) ويقال له أيضا قسّام الزبّال وقسّام العيّار (الوفيات ٢/ ١١٧)، ويسمّيه ابن تغري بردي ٣/ ١١٤: قسّام الحارثي، «وكان ينقل التراب على الحمير». وانظر ابن القلانسي ٢١، والكامل (سنوات ٣٦٨ - ٣٧٠).
(٣) وهي إذ ذاك عند الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>