للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوقيعات عنه، والنظر في أمور الناس، وتدبير المملكة، وإنصاف المظلوم. ونزل من القصر وخلفه فهد بن إبراهيم (١)، وقد خلع عليه أيضا، وسائر الناس معه حتّى دخل إلى داره.

وتقدّم إلى فهد بن إبراهيم بالتوقيع في رقاع الرافعين، على ما جرى رسمه به من أيّام الأستاذ برجوان، وأن يعاضد القائد حسين بن جوهر في النظر، ويساعده، ويخلفه إذا غاب. وكان القائد يبكّر إلى القصر ومعه الرئيس فهد فينظران في أمور الناس وينهيان جميع ذلك إلى الحاكم، والقائد [٤٤٤ ب] مقدّم وفهد تبع [له] ويكون رسم القائد الجلوس وقت الإنهاء بالحضرة ويقوم فهد على قدميه من ورائه حتى يعرضا الكتب والرقاع، وتقدّم القائد إلى الكافّة بأن لا يلقاه أحد من الناس على طريق ولا يركب إلى داره في قضاء حقّ ولا سؤال حاجة، وأن يكون موضع النظر في سائر الأمور بالقصر. وتقدّم أيضا أن لا يخاطبه أحد بسيّدنا في رقعة تكتب إليه (٢)، وأن يكون خطابه والكتابة إليه بالقائد فقط، وأن لا يخاطب فهد [بن] إبراهيم، ولا يكاتب إلّا بالرئيس لا غير.

واتّفق أنّه رأى جماعة من قوّاد الأتراك قياما على الطريق، وهم في انتظاره، فوقف لهم وقال: كلّنا عبيد مولانا أمير المؤمنين، صلوات الله عليه، ومماليكه، وليس والله أبرح من موضعي أو تنصرفوا عنّي، ولا يلقاني أحد إلا في القصر.

فتركوه وانصرفوا، وأقام خدما من الصقالبة

الطرادين (٣) نوبا على الطريق، يمنعون الناس من المصير إليه ومن لقائه إلّا في القصر. وصار يجلس بالقصر في الموضع الذي رسم له الجلوس فيه ولا يتعدّاه. وأمر أبا الفتح (٤) مسعودا الصقلبيّ صاحب السّتر أن يوصل الناس بأسرهم إلى الحاكم، ولا يمنع أحدا من الوصول إليه، وأن يعرف رسم كلّ من حضر ومن يجلس للتوقيع إذا وقّع له، ففعل ذلك، ودخل الناس على الحاكم برقاعهم وقصصهم، فوقّع فيها.

وفي سابع [٣٨٣ أ] عشر جمادى الآخرة قرئ سجلّ على منابر المساجد الجامعة بالقاهرة ومصر يتضمّن تلقيب حسين بن جوهر بقائد القوّاد (٥).

١٢٢٩ - أبو علي الحليليّ [٥٥٥ - ]

[٤٤٤ ب] حسين بن حسن بن إبراهيم بن سنان بن موسى بن حسن بن بشر بن إبراهيم، أبو علي، ابن أبي عليّ، الغراريّ، الحليلي، التاجر.


(١) فهد بن إبراهيم النصرانيّ، أبو العلاء، وكان كاتب برجوان.
(٢) زاد في الخطط ٢/ ١٤: ... لخوفه من غيرة الحاكم.
(٣) الطرّادون ج طرّاد وهو فارس الطراد، أي المبارزة والملاحقة.
(٤) في الاتّعاظ ٢/ ٣٠: أبو الفتوح.
(٥) الترجمة هنا مبتورة من آخرها، فالمراجع القديمة تردّد أخبار تنكّر الحاكم لوزرائه وقوّاده، وهرب قائد القوّاد من القاهرة خوفا على حياته، ثمّ رجوعه بأمان من الحاكم، وأخيرا وقوعه ضحيّة مع صهره عبد العزيز بن محمد بن النعمان يوم ١٢ جمادى الثاني سنة ٤٠١. انظر: اتّعاظ الحنفاء ٢/ ٨٦، والكامل ٩/ ١٢٢، والخطط ٢/ ١٤ - ١٥، وابن خلكان (في ذيل ترجمة أبيه جوهر، رقم ١٤٥)، وكتاب الولاة والقضاة ٦٠٣.
ولا يظهر من الترجمة سبب لغضب الحاكم عليه، ولا بوادر هذا التنكّر، ونجد في المصادر الأخرى تحليلا أوسع لنفسيّة هذا القائد، وتفاصيل أخرى عن سلوكه وسياسته، مثل خبر تواطئه مع أبي ركوة الثائر على الحاكم ببرقة (الكامل، حوادث سنة ٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>