للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معه ورقة بقبض [٢٨٨ ب] الراتب قد بعثها الأمير بيبرس، فأخذها منه وعاد إلى بكتمر وقال له: قد أثّر كلامك يا خوند عندهم وبعث الأمير بيبرس يطلبني.

فقال: اذهب إليه، وإن ذكر لك شيئا، اعتذر عنّي بأنّي لم أقل ما قلت إلّا مزحا.

فأراه أنّه متوجّه إليه وغاب قليلا، وعاد وهو يقول: يا خوند، لا تسأل ما جرى عليهم بسبب ذلك: طلبوا ديوان الحوائج خاناه وقصدوا ضربهم ثمّ مصادرتهم كيف لم يذكّروا الأمير بأمر الرواتب؟ فما زلت حتى خلّصتهم، وقال لي الأمير بيبرس والأمير سلّار وبقيّة الأمراء: يا شرف الدين، مانعرف سرّ هذه القضيّة إلّا منك، فقد خجلنا من الأمير- وحلفوا ما عندهم من هذا الأمر خبر. فالتزمت لهم أنّني أعرّف الأمير أنّ هذا الراتب وصل إليّ وأنّي كنت أتناوله، وأبرّئ الأمراء من عتبه.

فمشى هذا على بكتمر وأعجبه منه هذا القول.

فلم يكن غير قليل حتى أعلمه خوّاصّه الحال بنصّه وأغروه بالكاتب. فلم يغضبه ذلك وقال لمن أغراه: وا لك يا نحس! أنا ما عرفت أنّه كان يأخذ الراتب لنفسه! ومن أين كان هذا المسكين ينفق مدّة غيبتنا في البلاد؟ ولا بدّ أن يكون قد استدان بالأ [لوف] فوفّاه من الراتب (١).

فعدّ هذا من نادر مكارم الأخلاق، رحمه الله.

٩٣٧ - بكتمر العلائيّ [- ٧٤٥] (٢)

[٢٨٨ ب] بكتمر العلائيّ، الأمير سيف الدين،

أحد المماليك المنصوريّة قلاوون.

تنقّل في الخدم حتى صار من جملة الأمراء.

وولي أستادار الملك الناصر محمد بن قلاوون مدّة. وجرّده إلى اليمن صحبة الأمير بيبرس.

فلمّا قدم أخرجه إلى دمشق. ثمّ بعد مدّة ولّاه نيابة حمص. ثمّ نقله إلى غزّة، ثم أعاده إلى نيابة حمص، وبها مات في سنة خمس وأربعين وسبعمائة.

وكان مهابا كثير المال، وهو أخو الأمير بدر الدين بكتوت الفتّاح.

٩٣٨ - بكتمر الحاجب [- ٧٢٨] (٣)

[٢٨٩ أ] بكتمر الحاجب، الأمير جمال الدين الحساميّ.

كان من جملة مماليك الأمير حسام الدين طرنطاي النائب. فترقّى في الخدم إلى أن أنعم عليه المنصور لاجين بإمرة عشرة. ثم أنعم عليه بإمرة طبلخاناه في نصف ربيع الآخر سنة ستّ وتسعين وستّمائة بعد وفاة بلبان الفاخريّ نقيب الجيش.

ثمّ عمله أمير أخور في سنة سبع وتسعين [وستّمائة]، فباشر ذلك إلى سنة إحدى وسبعمائة.

فثقل على الأميرين بيبرس وسلّار من أجل أنّه أكثر الكلام مع الملك الناصر محمد بن قلاوون- وكان حينئذ محجورا عليه، وقصد الأميرين أن لا يتعرّف به أحد- وصرفاه. فأقام بطّالا مدّة، إلى أن مات مغلطاي التقويّ بدمشق (٤)، فأنعم عليه بإمرته


(١) حاشية: أقول: رحم الله هؤلاء الأمراء رحمة واسعة، فلقد كانت الدنيا بهم في عرس وأفراح. كتبه ( ... ).
(٢) السلوك ٢/ ٦٧٥.
(٣) الوافي ١٠/ ١٩٠ (٤٦٧٦)؛ أعيان العصر ١/ ٧٠٣ (٤٠٥)؛ الدرر ١/ ١٣٠٦؛ المنهل ٣/ ٣٨٦ (٦٧٧)؛ النجوم ٩/ ٢٧٧؛ تذكرة النبيه ٢/ ١٨٣؛ السلوك ٢/ ٣١٤.
(٤) السلوك ١/ ٩٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>