للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبع وأربعمائة وقتل أولاده.

وكان رجلا عاقلا أديبا فاضلا، نشأ بقصور الخلافة بالقاهرة، وإنّما نقم عليه حمّاد وصوله إلى نصير الدولة أبي مناد باديس بن منصور بن يوسف بن زيري لأنّه كان قد وقع بين حمّاد وبين ابن أخيه نصير الدولة حروب طويلة.

١٩٠٢ - محمد بن بدر القاضي [٢٦٤ - ٣٣٠] (١)

[محمد بن بدر بن عبد الله- أو ابن عبد العزيز- الكنانيّ، مولاهم، المصريّ.

وكان أبوه مولى ليحيى بن حكيم الكنانيّ وكان صيرفيّا موسرا ... واشتغل محمد على أبي جعفر الطحاويّ حنفيّا، وسمع الحديث من البغويّ بمكّة، ومن غيره بمصر ...

وكان محمد بن بدر من بداية أمره لهجا بحبّ القضاء ... فتكلّموا فيه وكتبوا أنّهم لا يعلمون أنّ أباه خرج من الرقّ. وكتب بذلك عدّة نسخ ... ] (٢) [١٣٢ أ] فأنفذت نسخة إلى العراق فاستتر محمد بن بدر في منزله. وقال رجل لأبي عثمان [ابن حمّاد قاضي مصر (٣): أيّها القاضي، ألا] تسلّم ما في يديه لمواليه وتسألهم عتقه وتدفع إليه ثمن بغل وراوية يتعيّش بهما؟

فركب مع أبي هاشم المقدسيّ الفقيه إلى تكين

وحدّثه حديثه فطلبت المحاضر والسجلّات فستر بعضها. وأطلق أبو هاشم عند تكين القول في أبي عثمان [بن حمّاد].

ولم يزل محمد بن بدر منقطعا إلى أبي هاشم إلى أن أتى عبد الله بن زبر قاضيا على مصر، ثمّ ابن قتيبة.

ولمّا ولي الراضي وقلّد محمد بن الحسن بن أبي الشوارب، ذكر له أنّ محمد بن بدر كان قد خطب القضاء. وورد كتاب أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة قاضي مصر يشكره لأنّ محمد بن بدر كان لمّا ولي أحمد بن قتيبة قام بمصالحه.

فكتب ابن أبي الشوارب إلى محمد بن بدر بالعهد وليس عنده علم. فوافاه فأحضر إليه أبا عبد الله بن الطحاويّ الفقيه وسأله لقاء أبي بكر محمّد بن عليّ الماذرائيّ، وكان مدبّر مصر، فامتنع. فقال له أبو عبد الله ابن الطحاويّ: لو كان أبي حيّا لجاءك في أمره.

فأذن له بالتسليم، فتسلّم أبو بكر ابن الحدّاد.

وركب إلى المسجد الجامع بالبياض، وحضر مجلسه جماعة وتأخّر جماعة. ثمّ استقامت أحواله.

وابتاع للأيتام في ولايته هذه تسعة عشر ألف دينار ريعا. وكان يجلس كلّ جمعة بالغداة للأيتام، ومعهم أمّهاتهم ومن يكفلهم، ويشاهد لباسهم، ويسألهم عن شهواتهم وعن عشرة الأمناء معهم. وكانت الأمور مستقيمة والشهود الذين تأخّروا عنه لا يقربونه، وهو لا يتأخّر عن حقّ لهم، يعود مرضاهم ويشهد جنائزهم.

ولم يزل كذلك حتّى فتح محمّد بن طغج الإخشيد مصر ودخلها. فخرج محمد بن بدر يتلقّاه فحسن موقعه عنده، وسمع الثناء عليه.


- للعبّاسيّين هو الذي حمله على قتل هذا الأمير الصنهاجي الذي بقي وفيّا للحاكم. (انظر فصل بني حمّاد في دائرة المعارف الإسلامية).
(١) الكنديّ ٥٥٧، حسن المحاضرة ٢/ ١٠١، وأرّخ وفاته بسنة ٣٣٥.
(٢) الترجمة مبتورة من الأوّل فأكملنا من الكنديّ.
(٣) القاضي أحمد بن إبراهيم بن حمّاد، أبو عثمان، ولي قضاء مصر سنة ٣١٦ ثمّ سنة ٣٢٠. انظر حسن المحاضرة ٢/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>