للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحجّة، وقد هجس في نفسي أنّي أموت في ذي الحجّة من سنتي. وذلك حداني على الحجّ. فإذا أفضى إليك الأمر، فإن استطعت أن تكون حديثا حسنا فافعل.

قال الربيع: إنّي لمع النصور في حجّته التي توفّي فيها، فلمّا دنا من مكة اشتدّ به الوجع، فقال لي ذات ليلة، وأنا زميله: «أنزلني! أنزلني! » وكانت به خلفة (١)، فعدلنا به عن الطريق وأنزلناه.

فأبطأ، ثمّ أقبل متكئا على رجلين من مواليه، وأبو العبّاس الطوسيّ والمسيّب بن زهير مع وجوه أهل خراسان، فوقف. فقلت: يا أمير المؤمنين، أبطأت، فهل حدث شيء؟

فقال: «أنا صالح»! وصاح بي.

فلمّا صرنا في المحمل قال: ويحك! أترى هؤلاء الخراسانيّة وهم هم، وتسألني عن هذه المسألة؟ أتذكر رؤياي التي أخبرتكم بها: أني رأيت كأنّ الكعبة انصدعت فجئت بحبل فضممتها (٢).

١٤٧٩ - المأمون العبّاسيّ [١٧٠ - ٢١٨] (٣)

عبد الله بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن

فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، الإمام العالم المحدّث النحوي، أبو العبّاس- ويقال: أبو جعفر، وكانت كنيته أوّلا «أبو العبّاس» فلمّا ولي الخلافة اكتنى بأبي جعفر- الخليفة المأمون أمير المؤمنين، ابن الخليفة أمير المؤمنين أبي جعفر الرشيد، ابن المهديّ أبي عبد الله أمير المؤمنين، ابن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين.

أمّه جارية تسمّى «مراجل» لقّبها صواحباتها بذلك لأنّها كانت حسنة الشعر مولعة بترجيله وخدمته. وهي من «باذغيس» قرية في خراسان بينها وبين بوشنج (١*) ثلاث مراحل.

ولد للنصف من شهر ربيع الأوّل سنة سبعين ومائة، وذلك ليلة الجمعة، وهي الليلة التي ملك فيها أبوه هارون الرّشيد، ومات فيها موسى الهادي. وهو أسنّ من أخيه محمد الأمين بستّة أشهر.

روى عن أبيه، وهشيم بن بشير، ومعاوية الضرير، ويوسف بن عطيّة، وعبّاد بن العوّام، وإسماعيل بن عليّة، وحجّاج بن محمد الأعور.

وروى عنه أبو حذيفة إسحاق بن بشر، وهو أسنّ منه، ويحيى بن أكثم القاضي، وابنه الفضل بن المأمون، ومعمر بن شبيب، وأبو يوسف القاضي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسيّ، وأحمد بن الحرث الشيعيّ، واليزيديّ، وعمرو بن مسعدة، وعبد الله بن طاهر بن الحسين، ومحمد بن إبراهيم السلميّ، ودعبل بن عليّ الخزاعيّ.

وبايع له الرشيد بولاية العهد بعد أخيه محمد


(١) الخلفة بالكسر: الإسهال.
(٢) تنقطع الترجمة هنا فجأة، ولا يخلو الأمر من غرابة، فمخطوط باريس لم يتعرّض إلى البعثرة مثل مخطوطات ليدن.
(٣) في ترجمة المأمون، انظر: دائرة المعارف الإسلاميّة:
فضل الأمين ثمّ المأمون- الأعلام، ٤/ ٢٨٧ - تاريخ بغداد، ٧/ ١٢٨. مروج ٤/ ٢٩٩ - الطبريّ ٨/ ٣٦٤ - فوات ٢/ ٢٣٥ (٢٣٨). (الوافي، ١٧/ ٦٥٤ (٥٥٦) - تاريخ الخلفاء، ٣٠٦.
(١*) باذغيس وبوشنج عند ياقوت: من أعمال هراة.

<<  <  ج: ص:  >  >>