للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٦٦ - قاضي القضاة برهان الدين السنجاريّ [٦١٠ - ٦٨٦] (١)

خضر بن الحسن بن علي بن خضر [ ... ]، الوزير الصاحب، قاضي القضاة، برهان الدين، السنجاريّ، الزرزاريّ، الشافعيّ.

ولد في سنة عشر وستّمائة.

فلمّا مات الصاحب بهاء الدين علي ابن حنّا، فوّض إليه الملك السعيد بركة ابن الظاهر الوزارة في [ ... ] سنة سبع وسبعين وستّمائة. وكانت بينه وبين [ابن] حنّا عداوة ظاهرة وأحقاد باطنة. فبلغ من التمكّن في أولاده وأحواله ما كان يؤمّله.

ولم يزل في الوزارة إلى أن عزله الملك المنصور قلاوون في يوم الجمعة آخر شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وستّمائة، وقبض عليه وعلى ولده شمس الدين عيسى، وأخذت خيولهما وتسلّمها الأمير سنجر الشجاعيّ. وتتبّع أسبابهما وحواشيهما وألزمهما بمال. فحمل مائتي ألف وستّة وثلاثين ألف درهم. ثمّ أفرج عنه فلزم مدرسة أخيه قاضي القضاة بدر الدين بالقرافة، إلى أن أعيد في أوّل شهر رجب إلى الوزارة بعد فخر الدين إبراهيم بن لقمان.

فباشر الوزارة مرّة ثانية. وقبض عليه وعلى ولده في ربيع الأوّل سنة تسع وسبعين فاعتقلا بالقلعة على مال، ثمّ خلّي عنهما. ولزم داره إلى عاشر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين. [ف] فوّض إليه النظر والتدريس بالمدرسة الناصريّة من القرافة بجوار قبّة الإمام الشافعيّ رحمة الله عليه. ورسم له

بالمعلوم والجراية على ما في كتاب الوقف الصلاحيّ وهو: عن معلوم التدريس في كلّ شهر مبلغ أربعين دينارا معاملة، صرف كلّ دينار ثلاثة عشر درهما وثلث درهم. وعن النظر عشرة دنانير، والجراية والمرسوم في كلّ يوم من الخبز ستّون رطلا مصريّا (٢) وراويتان من ماء النيل.

وكانت هذه المدرسة قد خلت من مدرّس مدّة ثلاثين سنة واكتفي فيها بالمعيدين وهم عشرة.

واستمرّ الحال على هذا إلى سنة ثمان وسبعين وستّمائة، فولي تدريسها الشيخ تقيّ الدين محمد بن رزين بعد عزله عن القضاء وقرّر له نصفالمعلوم. ثمّ وليها بعده تقيّ الدين محمد ابن دقيق العيد بربع المعلوم، فباشرها إلى أن استقرّ الصاحب برهان الدين السنجاريّ. فلمّا مات بهاء الدين يوسف ابن يحيى ابن الرقّيّ، قاضي القضاة الشافعيّ بدمشق، رسم الملك المنصور قلاوون بتعيين قاض عوضه، فعيّن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد الخوييّ قاضي القاهرة نائبه بالشرقية شرف الدين محمد بن عتيق، وأحضره. فسعى قاضي القضاة تقيّ الدين عبد الرحمن ابن بنت الأعزّ قاضي مصر أن ينتقل شهاب الدين الخويّيّ من قضاء القاهرة إلى قضاء دمشق، وأن يضاف إليه موضعه من قضاء القاهرة ليجتمع له قضاء القضاة بديار مصر كلّها.

فلمّا حضر الخوييّ بقلعة الجبل ومعه ابن عتيق ليلي قضاء دمشق، وقد حضر ابن بنت الأعزّ، وفي ظنّه أنّه يستقرّ في قضاء القاهرة وينتقل الخوييّ إلى قضاء دمشق، استدعى السلطان البرهان السنجاريّ وخلع عليه وفوّض إليه قضاء القاهرة عوضا عن


(١) طبقات الشافعيّة ٨/ ١٤٣ (١١٣٤) - رفع الإصر ١/ ٢٢٣:
مات سنة ٦٨٦ في صفر بعد عشرين يوما من تقلّده القضاء- حسن المحاضرة ٢/ ١١١.
(٢) رطل الخبز: ٤٤٥ غراما تقريبا في القرن الخامس. (دائرة المعارف الإسلامية ٦/ ١١٦ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>